تم اختيار المخرج الإيراني أصغر فرهادي من قبل مجلة "فاراييتي" للفوز بجائزة "مخرج الشرق الأوسط" لهذا العام والتي سيتسلمها في الدورة الخامسة من المهرجان (13 – 22 تشرين الأول/ أكتوبر). مجلة "فارايتي" العريقة في عالم صناعة الترفيه، وشريكة مهرجان أبوظبي السينمائي منذ وقت طويل، ستقيم أيضاً حفل استقبال خاص بمناسبة المبادرة الجديدة التي تقدمها نسختها العربية "فاراييتي أرابيا"، "خمسة منتجين تحت الضوء" والذين تم اختياهم بالتعاون مع المهرجان.
فرهادي هو المخرج الرابع الذي يحوز على جائزة "فاراييتي" التقديرية في المهرجان. وقد عُرف بفيلمه "عن إيلي" الذي قدم مهرجان أبوظبي السينمائي عرضه الأول في الشرق الأوسط عام 2009، وقد وضعت "فاراييتي" الدراما السيكولوجية المشوقة لهذا الفيلم إلى جانب أفلام ألفريد هيتشكوك. هذا ورُشح "انفصال نادر وسيمين" آخر أفلام فرهادي لجائزة اأوسكار في فئة الأفلام الناطقة بلغة أجنبية، ممثلاً إيران لعام 2012، وسيتم عرض هذا الفيلم ضمن مسابقة أفلام مهرجان أبوظبي السينمائي هذا العام.
نال فرهادي الإعجاب لسرده المتقن للقصص وتطويره الشخصيات بحنكة، ليغدو الأكثر متابعة من بين المخرجين الإيرانيين المبدعين. يبني فرهادي أفلامه على التشويق والعمق النفسي، وقد فتنت هذه الأفلام المشاهدين في إيران والعالم. وتدور أفلامه على الدوام حول التفكك الأسري، والعدالة الإسلامية، ومواضيع متعلقة بالجنس والإيمان والطبقات، وهي معروفة بانعطافاتها في الحبكة وتبدل زاوية الرؤية، بما يضع المشاهد أمام تحد متواصل يتمثل بتحريضه على التساؤل والمحاكمة الأخلاقية.
ولد فرهادي عام 1972 في أصفهان، وبدأ مسيرته بتلقي الدروس في الجمعية الإيرانية للسينما الشابة. بينما كان يدرس المسرح والسينما في جامعة طهران. كتب وأخرج عدداً من المسرحيات، وأنجز أفلاماً قصيرة، قبل أن يعمل في التلفزيون الإيراني. أول أفلامه الروائية الطويلة جاء بعنوان "الرقص على الغبار" (2003) وحاز إعجاباً نقدياً وجماهيرياً، وعرض في مهرجانات عالمية. ليتبع ذلك بفيلم ثان بعنوان "مدينة جميلة" (2004)، كما قدم في عام (2006) فيلمه "أربعاء الألعاب النارية"، مكرساً نفسه كواحد من أبرز المخرجين الإيرانيين.
لفت فرهادي أنظار العالم عام 2009 من خلال فيلمه "عن إيلي" والذي مثلت فيه النجمة الإيرانية غولشيفته فاراهاني، وفاز الفيلم بجائزة الدب الفضة لأفضل مخرج في مهرجان برلين السينمائي. يروي الفيلم قصة مجموعة من الشبان الإيرانيين في رحلة إلى بحر قزوين سرعان ما تتحول إلى مأساة وصراع حين تواجه الشخصيات ثقافة مجتمعها والخداع اليومي الذي تعيشه.
آخر أعمال فرهادي "انفصال نادر وسيمين" والذي يقدمه مهرجان أبوظبي السينمائي هذا العام، عرض للمرة الأولى في مهرجان برلين السينمائي محققاً نجاحاً تاريخياً، حيث نال جائزة أفضل فيلم وحظي بطله وبطلته بجائزة التمثيل – وهو إنجاز لم يحققه أي فيلم إيراني من قبل في مهرجان غربي. يقدم "انفصال نادر وسيمين" دراما تصاعدية تدور حول صراع عائلة علمانية من الطبقة الوسطى مع عائلة فقيرة متدينة، في ملاحقة لأسئلة متعلقة بالعدالة والحقيقة والشرف. إنه فيلم يسلط الضوء على تعقيدات وتناقضات المجتمع الإيراني المعاصر.
يصف بيتر سكارليت المدير التنفيذي للمهرجان تجربة فرهادي قائلاً "إنه معلم في تورية المعاني ووجهات النظر، إذ يقدم لنا سبراً هو الأكثر دقة للحياة اليومية في إيران بما يتفوق على الأفلام الوثائقية. إنه الآن في فيلمه الخامس وأتمنى أن يواصل عمله المتقن في خطه الخاص الذي جعله ثروة وطنية وحقق من خلاله نجاحات عالمية. إن الدرامية المحبوكة بإتقان وروعة صياغتها جعلته محط إعجاب الناس من مختلف المشارب وإننا سعداء بأن نرحب به مجدداً في المهرجان".
بدوره يقول المدير الدولي لمجلة "فاراييتي" ألبرتو لوبيز: "فيلم "انفصال نادر وسيمين" هو وثيقة مضيئة عن اجتياز العوائق والانحياز لقوة السينما. لقد قدم لنا فرهادي قصة كونية سيتسنى لها أن تبقى ماثلة في الذاكرة."
سيتسلم أصغر فرهادي جائزة "فاراييتي" في حفل خاص يقام في 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2011 في فيرمونت باب البحر.