دعا صحفيون ونشطاء لتنظيم مسيرة الساعة الرابعة عصر غدِ الخميس تنطلق من نقابة الصحفيين صوب مبني جريدة الأخبار للاحتجاج على التغطية الصحفية لما سمي بمذبحة ماسبيرو من الزميل ياسر رزق والتي أبرزها الإعلامي يسري فوده في حلقة مساء الاثنين من برنامج آخر كلام، على أن تواصل المسيرة سيرها نحو مبني الإذاعة والتلفزيون للمطالبة بإقالة أسامة هيكل وزير الإعلام المصري بتهمة التحريض على الممارسات العنيفة ضد المتظاهرين الأقباط والسماح لبعض الإعلاميين في التلفزيون المصري بتحريض أهالي بولاق أبو العلا على الخروج من منازلهم والاعتداء على المحتجين الأقباط بدعوى هجومهم على رجال الجيش. من جهة أخرى دشن مجموعة من الإعلاميين بإتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري دعوة على موقع فيسبوك لتنظيم وقفة احتجاجية يوم الجمعة المقبل – بالتزامن مع انتخابات نقابة الصحفيين- للمطالبة بإقالة هيكل أول وزير للإعلام بعد الثورة، وهو ما يشير إلى أن الوزير الذي حمل الحقيبة في حكومة عصام شرف الثانية سيعيش أوقاتا عصيبة خلال اليومين المقبلين ما لم تقال الحكومة بالكامل كما يتوقع البعض خلال الساعات القليلة الماضية. وكان إبراهيم الصياد – رئيس قطاع الأخبار- قد فرض على لميس عبد الغني مشرفة التنسيق الفضائي بقناة النيل للأخبار إجراء اتصال هاتفي مع الوزير مساء يوم الأحد الدامي من أجل الرد على الناشط هاني رمسيس الذي تكلم من المستشفي القبطي وتناول قصة المدرعة التي ظل هيكل ينفيها حتى على قناة العربية قبل أن تفاجئه الشاشة السعودية بعرض اللقطات هو يتكلم على الهواء مباشرة. ورغم التحريض الذي يتهم به الكثير من الخبراء والنشطاء بعض إعلاميي ماسبيرو إلا أن الصياد – كما عملت البديل- طالب من العاملين في قطاع الأخبار وقناة النيل للأخبار التوقف عن استضافة نشطاء أقباط غاضبون على الهواء مباشرة بدعوى المسئولية الاجتماعية والحفاظ على السلم العام، والاكتفاء بأصحاب دعاوى التهدئة من الأسماء المغمورة التي يتم فرضها على جمهور التلفزيون في الأزمات الساخنة. والمفارقة أن الصياد طلب من العاملين تحت رئاسته مساء يوم الأحد قائمة أسماء من بينها الشيخ السلفي الشهير محمد عبد المقصود وظهر الأخير ليقلل من الأسباب التي دعت الأقباط للاعتصام والتظاهر بسبب حرق كنيسة أدفو. من جهة أخرى يتداول العاملون في التلفزيون المصري حالياً ” مصطلح مذيع الهواء الأمن” في إشارة إلى الاستعانة دائما في الأزمات بالمذيعين الذين يساندون فكر النظام السابق ولا يهتمون بالموضوعية، ورغم عدم وجود دلائل يقينية على أن جداول مذيعي الهواء يتم اعدادها مسبقا في حال توقع حدوث أزمة، لكن هناك من يشير إلى حصار شبه تام على الوجوه العاقلة داخل ماسبيرو حيث لا يسمح لهم بالظهور كثيرا، مما أعطى الفرصة للأصوات المحرضة للحصول على مساحة أكبر تجعلهم متواجدين دائما في الأحداث الساخنة. وأعلنت الإعلامية فريدة الشوباشي قبل ساعات استقالتها من مجلس أمناء إتحاد الإذاعة والتلفزيون بسبب الممارسات الإعلامية المخزية مكتفية بتقديم استقالتها للجمهور عبر فيسبوك لأنه لا توجد حكومة أو إدارة يمكن أن تقدم لها هذه الاستقالة. وكان مبنى ماسبيرو قد شهد للمرة الأولى ظاهرة تبرؤ عدد كبير من الإعلاميين والمعدين من التغطية الأخيرة لأحداث يوم الأحد الماضي، وهي الظاهرة التي لم تفرض نفسها خلال الثورة المصرية رغم منع التلفزيون المصري من دخول الميدان بسبب تغطيته المنحازة للنظام. ويتوقع البعض أن تتزايد حدة موجات الغضب ضد أسامة هيكل في حال بقاءه في منصبه خصوصا مع تسريب أوراق تكشف إستمرار نهب المال العام في المبني العريق .