بغداد (رويترز) - حث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سوريا على انفتاح نظامها السياسي لانهاء حكم الحزب الواحد - حزب البعث- في اطار اصلاحات لمواجهة احتجاجات شعبية مستمرة منذ اشهر. جاءت تصريحات المالكي بشأن سوريا بينما يواجه الرئيس بشار الاسد ادانة دولية متزايدة وعقوبات بشأن حملة على الاحتجاجات التي تقول الاممالمتحدة انها اودت بحياة اكثر من 2900 شخص.
وتقول الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة انها تسعى الى التوازن في علاقاتها العربية لكن نهجها تجاه سوريا محصور بين دعم دمشق حليفة ايران الشيعية والمخاوف من امتداد الاضطرابات الى العراق.
وجاء رد فعل المالكي على الازمة السورية اضعف من الزعماء العرب السنة. وأقام رئيس الوزراء العراقي في سوريا الى ان عاد الى العراق بعد الغزو الذي اطاح بصدام حسين عام 2003.
وقال لرويترز عندما سألته عن الاصلاحات التي تحتاجها سوريا "نعم بالتاكيد ندعم فكرة انهاء حكم الحزب الواحد والشخص الواحد والطائفة الواحدة والقومية الواحدة.
"وقلت صراحة نحن ندعم فكرة الدولة التي تعتمد على المواطن..الدولة والحكومة التي يعينها المواطن وليس التي تعينها الغرف غير المرئية والمنظورة."
وينتمي الاسد للاقلية العلوية المنبثقة عن الشيعة وتقود اسرته التي تتمتع بسلطة مطلقة حزب البعث والجهاز الامني.
وتحسنت علاقات بغداد مع ايران منذ غزو 2003. وتحسنت ايضا علاقاتها مع دمشق العام الماضي ووقعت الدولتان اتفاقية تجارية لتسهيل نقل البضائع عبر الحدود.
ويساور قادة العراق الشيعة القلق من ان تأتي الاضطرابات في سوريا بزعيم سني متشدد الى السلطة اذا سقط الاسد.
وكان المالكي حذر الشهر الماضي من التأثيرات الاقليمية لانهيار سوريا اذا حدث تغيير في سوريا قائم على الاساس الطائفي.
ومنذ سقوط نظام صدام يتحدث بعض الزعماء السنة في المنطقة عن "هلال شيعي" يبدأ من ايران الشيعية مرورا بالعراق وسوريا التي يحكمها العلويون وينتهي بلبنان.
وكانت حكومة المالكي اكثر صراحة في انتقادها للتدخل العسكري لحكومات الخليج السنية في البحرين في وقت سابق العام الحالي لوقف الاحتجاجات التي نظمها متظاهرون اغلبهم شيعة سعيا وراء اصلاحات دستورية من جانب الاسرة الحاكمة.
كما قال المالكي ان ارسال قوات عراقية الى شمال العراق كان الخيار الافضل لطرد مسلحي حزب العمال الكردستاني وحزب الحياة الحرة لكردستان الذين يختبئون منذ سنوات في جبال العراق مما دفع تركيا وايران الى قصف المنطقة بالمدفعية وشن غارات جوية عليها.
وقال المالكي "المنطق الطبيعي لانهاء وجودهم..لانهاء ازمة التدخل التركي الايراني في الشأن العراقي هو ان نذهب بقوات او نوجد تدابير عراقية كافية لمنع وجودهم على الارض العراقية.
"اما متى وكيف.. هذه مرتبطه بقدراتنا العسكرية وطبيعة اوضاعنا وتحدياتنا. حينما تسنح الفرصة او تتوفر القدرات سنكون موجودين."
وشنت تركيا هذا العام عشرات الغارات الجوية اضافة للقصف المدفعي على اقليم كردستان العراق شبه المستقل لضرب اهداف حزب العمال الكردستاني. وحذرت انقرة من انها قد تشن هجوما بريا عبر الحدود اعتمادا على المحادثات مع العراق.
واستدعى العراق سفير تركيا لمطالبته بوقف الغارات الجوية في اغسطس اب بعدما اسفرت غارة تركية عن مقتل سبعة مدنيين عراقيين. ويصعد مسلحو حزب العمال الكردستاني هجماتهم بعد انهيار الجهود الرامية لانهاء هذا الصراع المستمر منذ 27 عاما.