ما معنى كلمة معضلة؟ هل هومرادف لكلمة مشكلة ؟ أم أن المعضلة شىء مختلف؟ أم أنها هى المشكلة التى يستعصى حلها لأنها ناتجة من تراكم مشكلات عديدة أخرى لم يتم التعامل معها فى حينها لأسباب مختلفة مهما كانت من وجهة نظر الباحث سهلة و لكنها كانت فى حينها و من الناحية العملية والتنفيذية صعبة و تكلفتها غير متاحة مما أدى فى النهاية إلى تلاحم المشاكل المتراكمة فى صورة ظاهرها كالحجر الأصم الذى يبدو لأول وهلة غير قابل للكسر و لكن إذا تم دراسة تركيبته فإنه يمكن بسهولة تفتيته وفى بعض الأحيان بقليل من الماء. فنجد مثلا" خط بارليف و نحن نحتفل هذه الأيام بذكرى حرب أكتوبر المجيدة و ما تحقق لمصر و للمصريين بها من نصر و كرامة و فخر بفضل سواعد أبنائها . هذا السد المنيع الذى كان يتم الترويج له إعلاميا" بأنه المانع الذى يستحيل عبوره و لكن بإستخدام علم الفلك و قوانين المد و الجزرودراسة البدائل المتاحة و تحليلها بدقة والإرادة القوية و الإصرارعلى النصر تم دحر أسطورة خط بارليف بالماء فقط بالإضافة لدقة التخطيط والتدريب الشاق و بسالة جنودنا و تم حل معضلة هذا المانع الرهيب و إسترداد الأرض و الكرامه . فإذا إتفقنا على تفسير كلمة "معضلة" فإنه لابد لحل أى معضلة الإعتراف بوجودها أولا"و من ثم تحليل المشكلات المكونة لها و الإعتراف بها ثم إيجاد الحلول المناسبة لكل مشكلة فى إطارالإمكانيات المتوفرة و التى تمثل فى حد ذاتها تحد جديد . و بناء" عليه فما هى المعضلة التى تواجهنا الآن فى مصرنا الحبيبة؟ هل هى قانون الإنتخابات و المادة الخامسة؟ هل هى قانون الطوارئ و دستورية العمل به بعد إنتهاء سبتمبر 2011؟ هل هى تحديد جدول زمنى لتسليم السلطة للبرلمان و الرئيس المنتخب؟ هل هى تفعيل قانون الغدر وحرمان رموز النظام السابق من ممارسة العمل السياسى لفترة؟ هل هى أزمة الثقة بين القوى السياسية و بعضها وبينها و بين المجلس الأعلى؟ ليس كل ماسبق معضلات و إنما هى مشكلات يمكن حلها فيما إذا إجتمعت كافة أطراف العمل السياسى و توحدت إرادتها على تحقيق المصالح العليا لهذا البلد دون التركيز على تعظيم المكاسب السياسية التى سوف يحققها كل طرف على حدة . فالمصلحة العليا القصودة الآن هى إستعادة الأمن و الإستقرار و الإنتعاش الإقتصادى الذى يلبى آمال و طموحات كافة قطاعات الشعب المصرى. أما المكاسب السياسية فسوف يستمر الصراع عليها و لن ينتهى فهذا هو الحال فى كل الدول التى سبقتنا إلى الديمقراطية . تلك إذن هى البداية و يظل السؤال عن ماهية المعضلة التى تواجهنا الآن فى مصرنا الحبيبة قائما" للرد عليه فماهى ياترى؟؟