في لحظة تختلط فيها مشاعر الخوف بالأمل، دخلت المريضة غرفة العمليات حاملة أمنية واحدة: أن تستعيد جزءًا من جسدها وحياتها بعد رحلة شاقة مع السرطان. ومع أولى خطوات الفريق الطبي داخل غرفة الجراحة، بدأ فصل جديد من التعافي والطمأنينة، ليكتب أطباء جامعة بني سويف قصة جديدة من الإنسانية والاحتراف، بعد نجاحهم في إجراء واحدة من أدق جراحات إعادة بناء الثدي. رئيس الجامعة أعلن الدكتور طارق علي، القائم بأعمال رئيس جامعة بني سويف، نجاح فريق طبي بمستشفيات الجامعة في إجراء عملية جراحية متقدمة لإعادة بناء مباشر للثدي باستخدام شريحة عضلية عقب استئصال ورم سرطاني، في إنجاز طبي يعكس التطور الكبير الذي تشهده المنظومة الصحية بالجامعة.
تأكيد رسمي على تقدم المنظومة الصحية أشاد رئيس الجامعة بالكوادر الطبية وقدرتها على تنفيذ الجراحات الدقيقة وفق أحدث المعايير العالمية، مؤكدًا أن المستشفيات الجامعية تمضي بثبات نحو تقديم خدمات علاجية متقدمة تليق بأبناء المحافظة والمحافظات المجاورة.
التعليم الطبي والتدريب الإكلينيكي في قلب النجاح من جانبه، أكد الدكتور هاني حامد، عميد كلية الطب، أن العملية تمثل ثمرة جهود كبيرة في تطوير المناهج الطبية والتدريب الإكلينيكي، مما جعل الكلية بيئة محفزة للتميز والابتكار. لقطة من العملية تقنية جراحية دقيقة وفق أعلى المعايير وأوضح الدكتور عماد البنا، المدير التنفيذي للمستشفيات الجامعة، أن العملية تمت باستخدام تقنية DIEP Flap، وهي من أكثر التقنيات تطورًا على مستوى العالم، حيث تتيح إعادة بناء الثدي دون التأثير على عضلات البطن، مع تدعيم المنطقة بشبكة طبية لضمان نتائج وظيفية وتجميلية متميزة.
وبحسب التقرير الطبي، فقد استغرقت الجراحة أكثر من 8 ساعات داخل غرفة العمليات، بمشاركة 6 أطباء متخصصين من 3 أقسام: جراحة التجميل، جراحة الأورام، والتخدير، وبمساندة طاقم تمريض مكوّن من 11 فردًا. وتم تنفيذ الجراحة باستخدام تقنية DIEP Flap التي تتجاوز نسبة نجاحها عالميًا 95%، مع الحفاظ الكامل على عضلات جدار البطن واستخدام شبكة دعم لضمان ثبات الأنسجة ونجاح عملية إعادة البناء.
فريق طبي متكامل يقود النجاح وترأس الفريق الطبي الدكتور عبد الرحمن جمال زكي، مدرس واستشاري جراحة التجميل والإصلاح، بالتعاون مع الدكتور مصطفى الجارحي وفريق جراحات الأورام، وفرق التخدير والتمريض والدعم الفني، الذين ساهموا جميعًا في نجاح العملية بدقة وكفاءة.
جامعة بني سويف... ريادة طبية تتجدد ويعكس هذا الإنجاز الدور المتنامي لجامعة بني سويف في تقديم خدمات طبية عالية الجودة، وتأكيد مكانتها كمركز طبي وتعليمي رائد يسهم في دعم المنظومة الصحية بالمحافظة.
وفي ختام هذه الرحلة الجراحية الدقيقة، لم يكن الإنجاز مجرد عملية ناجحة، بل كان حياة تعود من جديد. فقد خرجت المريضة من غرفة العمليات بابتسامة امتنان، تحمل بين طياتها رسالة أمل لآلاف المرضى بأن الطب ما زال قادرًا على صنع الفارق. وهكذا تواصل جامعة بني سويف كتابة فصول إنسانية مضيئة، تُعيد للمريض صحته، ولعائلته الطمأنينة، وللمجتمع الثقة في منظومة صحية لا تتوقف عن التطور والعطاء.