قال الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، إن مصر تستعد لحدث تاريخي غير مسبوق، يتمثل في افتتاح المتحف المصري الكبير، موضحًا أنه حدث لن يتكرر لآلاف السنين، بل قد لا يشهد العالم مثله مرة أخرى. ثلاث محطات استثنائية وأضاف "شاكر"، خلال لقاءه مع الإعلامية مروة عبدالجواد، ببرنامج "حوار الساعة"، عبر شاشة "هي"، أن الأجيال الحالية محظوظة لأنها عاصرت ثلاث محطات استثنائية في التاريخ المصري الحديث، وهي موكب المومياوات الملكية عام 2021، وافتتاح طريق الكباش، والآن افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يمثل ذروة الفخر للحضارة المصرية. وأوضح أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى، بل صرح عالمي يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تخص حضارة واحدة، وهو ما لا يتكرر في أي متحف بالعالم. وأشار إلى أن المتحف يحتضن أهم كنوز التاريخ الإنساني، وعلى رأسها مقتنيات الملك توت عنخ آمون، الذي وصفه بأنه "نجم النجوم" في عالم الآثار، لامتلاكه قطعتين لا مثيل لهما في أي مكان بالعالم. وتابع شاكر: "قناع توت عنخ آمون يُعد أندر وأثمن قطعة أثرية في التاريخ، كما وصفتها صحيفة التليجراف البريطانية"، موضحًا أن القناع يزن نحو 11 كيلو من الذهب الخالص، بينما يزن التابوت الذي كان يحتويه 110 كيلو، مشيرًا إلى أن قيمة هذه القطع لا تكمن في الذهب فحسب، بل في دقة الصناعة التي أبهرت العالم. كنوز لا تقدر بثمن أن مصر تمتلك كنزًا لا يُقدّر بثمن ومتحفًا يُعد من أعظم المشاريع الحضارية في التاريخ الحديث، مشيرًا إلى أن حفل افتتاح المتحف المصري الكبير ليس مجرد احتفالية، بل هو مرآة تُظهر للعالم هوية مصر وحضارتها الممتدة عبر آلاف السنين. وأوضح أن الاحتفال سيُبرز كيف تبني مصر جمهوريتها الجديدة على أساس من الأصالة التاريخية والمجد الحضاري، مؤكدًا أن من لا يملك ماضيًا لا يملك حاضرًا ولا مستقبلًا. وأضاف: "في اليوم ده كل المصريين لازم يرفعوا راسهم لأنهم هيشوفوا إنتاج حضاري وفكري العالم كله هيتكلم عنه"، مشيرًا إلى أن حفل الافتتاح سيفوق موكب المومياوات الملكية عشر مرات من حيث الإبهار، بفضل مشاركة الموسيقار العالمي هشام نزيه، مؤلف الموسيقى المصري ذي الشهرة العالمية، والمايسترو ناجي ناير، أصغر رئيس أوركسترا في العالم، موضحًا أن اجتماع الثنائي سيقدم عملًا فنيًا استثنائيًا بروح مصرية خالصة. وعي أمة ورسالة حضارة وأكد كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، أن المتحف المصري الكبير يُحكى القصة بعقل مصري خالص من التصميم إلى التنفيذ والعرض، ليظل شاهدًا على عظمة مصر وحضارتها للأجيال القادمة، موضحًا أن المتحف المصري الكبير لا يُعد مجرد مبنى أثري أو صرح معماري ضخم، بل هو رواية مصرية خالصة تُقدَّم للعالم لتقول: "دي حضارتنا.. وده أصلنا". وشدد على أن افتتاح المتحف يمثل تتويجًا لمسيرة طويلة من العمل تهدف إلى تعريف العالم بعظمة الحضارة المصرية، وتجسيد قدرتها على الجمع بين الماضي والحاضر، مؤكدًا ن إنفاق الدولة على هذه الاحتفالية ليس ترفًا أو استعراضًا، بل استثمار في بناء وعي الأمة وهويتها. البعد التاريخي للاحتفالية ودعا كبير الأثريين المصريين إلى التحلي بالمسؤولية عند زيارة المتحف، مطالبًا بالحفاظ على الهدوء داخل القاعات وعدم لمس القطع الأثرية، لأنها تمثل أغلى ما تملك مصر من إرث حضاري، قائلًا: "ده إرث أجدادنا من 7000 سنة، واللي لازم نحافظ عليه". وشدد على أن الحضارة المصرية لا تزال محل ابهار العالم، مستشهدًا بما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "أنتم تملكون أعظم حضارة في العالم منذ 6000 سنة". وشدد على البُعد التاريخي الذي اختارته الاحتفالية، والمستوحى من مرحلة ما بعد حكم الملك إخناتون، حين تولى القائد العسكري حور محب زمام الأمور وأعاد هيبة الدولة المصرية، وأن تلك الفترة تمثل رسالة واضحة بأن مصر لا يحكمها إلا قائد واعٍ بفكر يحمي حدودها ويحافظ على كيانها، مؤكدًا أن الاحتفالية ليست فقط حدثًا ثقافيًا أو فنيًا، بل رسالة حضارية وإعلامية قوية في مواجهة محاولات تشويه أو سرقة التاريخ المصري.