قالت الإعلامية بسمة وهبة، إنّ المشهد الذي شهده اليوم الداخل الإسرائيلي يمكن وصفه بأنه "يوم أسود على عمّ عطية"، في إشارة منها إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. حصاد ما زرعه وأضافت "بسمة وهبة" خلال تقديم برنامج "90 دقيقة"، عبر قناة "المحور"، مساء الأربعاء، أنّ هذا اليوم يُعدّ حصادًا لما زرعه على مدى سنوات من انقسام وفرقة داخل المجتمع والسياسة الإسرائيلية. وأكدت أن الشرخ الذي أحدثه نتنياهو جعل القوى السياسية الإسرائيلية غير قادرة على التفاهم أو حتى الإصغاء لنصائح الحلفاء الكبار في العالم. وتابعت، أنّ نتنياهو حاول طوال العامين الماضيين تبرير سياساته بادعاء أنه يخوض الحروب من أجل الإسرائيليين ويواجه حركة حماس لتحقيق الأمن. لحظة حساب حقيقية وأشارت، إلى أنه كان يستغل هذه الذرائع لإخفاء مشكلاته الداخلية المتعلقة بالاتهامات الموجهة إليه في قضايا فساد، مؤكدة، أن هذه السياسات لم تحقق سوى عزلة سياسية متزايدة لإسرائيل وتراجع مكانتها على الساحة الدولية. وتابعت أن اليوم يمثل لحظة حساب حقيقية، بعدما فشلت محاولات نتنياهو في تفادي المساءلة القضائية، مشددةً على أن ما حدث يُجسّد المبدأ القائل: "لا بد من يوم معلوم تُرد فيه المظالم، أبيض على كل مظلوم وأسود على كل ظالم". وأكدت أن هذا اليوم كان يومًا أسود على نتنياهو بكل المقاييس، لأنه واجه ما تهرّب منه طويلًا، ولأن العدالة بدأت تأخذ مسارها رغم كل ما حاول القيام به للهروب منها. نتنياهو والتهرب من المحاكمة وأشارت إلى أن نتنياهو لجأ إلى حيلة وُصفت بأنها "ساذجة" حين حاول التهرب من جلسة المحكمة الإسرائيلية التي استدعته للاستجواب، مدعياً أن لديه لقاءات مع مسؤولين أجانب. ونوهت إلى أن المحكمة تصرفت بحزم، بعدما أرسلت له خطاباً رسمياً تُلزمه بالحضور، مؤكدةً أن القضاء لم يعد يسمح بمثل هذه المراوغات التي اعتاد عليها خلال العامين الماضيين. مأزق حقيقي وتابعت، أن الطريف في الأمر أن نتنياهو، في محاولة لإقناع الرأي العام، سمح لمكتبه الإعلامي بإصدار بيان رسمي يعلن فيه إلغاء كل ارتباطاته بسبب إصابته بالتهاب في الجهاز التنفسي، في الوقت نفسه الذي كان يدّعي فيه أن لديه لقاءات مع رؤساء دول، حيث وصفت هذا التصرف بأنه مثال واضح على الارتباك والتناقض الذي يعيشه نتنياهو في مواجهة الاستحقاقات القضائية. وواصلت، أن هذه المحاولات تكشف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعيش مأزقاً حقيقياً، وأن محاولاته للتملص من المحاكمة لم تعد تجدي نفعاً، مؤكدةً أن العدالة الإسرائيلية ماضية في طريقها، وأن ما حدث اليوم دليل على أن زمن الإفلات من العقاب قد انتهى، وأن الحيل القديمة لم تعد تصلح في وجه الحقيقة التي تفرض نفسها بقوة.