أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن القرآن الكريم حذّر من مجرد محبة الفاحشة في القلوب، مشيرًا إلى قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ"، موضحًا أن العقوبة لم تقتصر على من ينشر الفاحشة أو يشيعها، بل شملت من يفرح بها أو يرضى عنها ولو بقلبه، وله عذاب أليم مضاعف في الدنيا والآخرة. خالد الجندي: المجاهرة بالمعصية إعلان حرب على الله ورسوله أستاذ تاريخ: أشرف مروان خدع المخابرات الإسرائيلية.. وربنا نصر عبدالناصر وشدد الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأحد، على أن الإسلام يأمر بالستر وعدم المجاهرة بالذنب، لافتًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يفتش عن المذنبين ولا يأمر بالقبض عليهم، بل كان يأمر من وقع في معصية أن يستر نفسه ويتوب بينه وبين الله، قائلًا: "من ستر نفسه ستره الله". وأوضح أن المجاهرة بالمعصية تحرم صاحبها من الستر الإلهي وتعرضه لحساب عسير يوم القيامة. وأضاف أن إقامة مؤسسات أو منصات لتطبيع الفاحشة أو تبريرها يعد فسادًا عظيمًا في الأرض، ولهذا جاء التحذير القرآني مشددًا بذكر العذاب في الدنيا والآخرة معًا، مثلما ورد في عقوبة المفسدين في الأرض. وبيّن أن ختام الآية "وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" يكشف حكمة عظيمة، وهي التنبيه على عدم الانخداع بدعوات الانفتاح المضللة التي تحاول تجميل الفاحشة وجعل الفضيلة تخلفًا والانحلال تحررًا. وأشار الجندي إلى أن حياة من يحبون إشاعة الفاحشة قد تبدو سعيدة ظاهريًا، لكن نهاياتهم غالبًا مأساوية ومليئة بالابتلاءات والأمراض والحوادث، مؤكدًا أن الفرق بين المؤمن وغيره أن المؤمن يُثاب على ابتلائه، أما أولئك فينالون العقوبة في الدنيا ثم عذاب الآخرة. وأكد أن الله سبحانه وتعالى يحب الستر لعباده، داعيًا كل من وقع في ذنب أن يستر نفسه ويتوب، حتى يحفظه الله ويظل في رعايته وحصانته.