الاستقامةوالرجوع الى الله من صفات المتقين ثم إن من أبغض المخالفات لهذا الستر فضح الإنسان نفسه؛ كما قال صلَّى الله عليْه وسلَّم: «كل أمتي معافًى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه» . فيندب للمسلم إذا وقعتْ منه هفوة أو زلَّة أن يستر على نفسه، ويتوب بينه وبين الله عز وجل وألاَّ يرفع أمره إلى السلطان، ولا يكشفه لأحدٍ كائنًا ما كان؛ لأن هذا من إشاعة الفاحشة التي توعَّد فاعلها بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} [النور:19]، ولأنه هتكٌ لستر الله سبحانه وتعالى ومجاهرة بالمعصية . قال النبي صلَّى الله عليْه وسلَّم: «اجتنبوا هذه القاذورة، فمَن ألَمَّ فليستتر بستر الله وليتب إلى الله؛ فإن مَن يُبدِ لنا صفحتَه نُقِم عليه كتاب الله» . الخلاصة: 1- يحب الله سبحانه وتعالى الستر على الخلق ويأمر به. 2- فضل الستر على المسلمين عظيم، وهو سبب لستر الله في الدنيا والآخرة. 3- النهي عن تتبُّع عورات المسلمين والتجسُّس عليهم. 4- عقوبة مَن فعَل ذلك أن الله يفضحه ويُظهِر للناس ما يستره عنهم. 5- الستر على المخطئ أحيانًا يكون من سبل الحفاظ على استقرار المجتمع، وحمايته من الرذيلة. 6- الأمر بالستر لا يشمل الدعاة للفجور، ومَن يظن تأثر العامة به. أحقُّ الناس بالستر على المسلم نفسه، فلا يجاهر بالمعصية، ولا يفضح نفسه بمعصيةٍ ستَرَها الله عليه. 8- استحباب إقالة ذوي الهيئات عثراتهم ما لم تبلغ حدًّا.