شهدت الساحة السودانية، اليوم السبت 20 سبتمبر 2025م، تفاعلات واسعة على خلفية المجزرة المروعة التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع باستهداف مسجد حي أبوشوك بمدينة الفاشر، أثناء أداء صلاة الفجر، ما أسفر عن سقوط أكثر من 70 شهيدًا بينهم نساء وأطفال. إدانات سياسية وعسكرية أصدرت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح بيانًا للرأي العام، أدانت فيه الهجوم الدموي، مؤكدة أن ما جرى يُمثل جريمة ضد الإنسانية. بدوره، اعتبر رئيس الوزراء السوداني أن مجزرة الفاشر تكشف عن مخططات تستهدف تنفيذ "إبادة جماعية" وفرض "تغيير ديمغرافي" بالقوة. كما شدد مجلس السيادة في بيان رسمي على أن ما حدث في مسجد الفاشر "جريمة يندى لها جبين الإنسانية"، مؤكدًا أنها لن تمر مرور الكرام. وفي السياق ذاته، نعت العدل والمساواة الشهداء، ووصفت القصف بأنه "جريمة إبادة"، مشيرة إلى أن صمت المجتمع الدولي تجاه هذه الجرائم يُعد تواطؤًا. كما دان حزب الأمة بأشد العبارات المجزرة، مطالبًا بموقف دولي حازم يضع حدًا لهذه الانتهاكات. تطورات ميدانية أعلنت قيادة الفرقة السادسة مشاة صدّها لهجوم شنته مليشيات مسلحة على مواقعها في منطقة "سوبر كام" بالفاشر، عقب قصف مدفعي وهجمات بطائرات مسيرة. وأفادت مصادر ميدانية بمقتل ستة من عناصر الحراسة الخاصة بالقيادي عبد الرحيم دقلو، بينهم النقيب بريمات، في هجوم استهدفهم يوم 18 سبتمبر الجاري. في المقابل، أعلنت القوات المسلحة السودانية إسقاط طائرة مسيّرة تابعة للدعم السريع، وهي ذاتها التي نفذت القصف الوحشي على مسجد الفاشر. كما دمرت مسيرة تابعة للجيش عربة وقتلت ستة من عناصر الدعم السريع في غارة على سوق "فاغنر" بمليط. تحركات رسمية وشعبية شهدت العاصمة الخرطوم وعدد من المدن استعدادات لتدشين اللجنة الوطنية لفك حصار الفاشر، وسط حضور رسمي وشعبي واسع. في الأثناء، أعلنت شرطة مرور ولاية الخرطوم عن خطة مرورية لصيانة وتركيب الإشارات الضوئية المتعطلة بمحلية كرري، بهدف تحسين الحركة المرورية. أوضاع إنسانية وصحية على الصعيد الصحي، أعلنت وزارة الصحة بولاية الجزيرة انفراجًا كبيرًا في توفير الأدوية، خاصة "دربات البندول"، بفضل التنسيق المستمر مع مجلس الأدوية والسموم. كما أكد وزير الصحة الاتحادي توافر كميات كبيرة من المحاليل الوريدية تكفي حاجة المستشفيات لأسابيع. في المقابل، حذرت تقارير طبية من أمراض غامضة تفتك بجلد الأطفال في مدينة بربر، ووصفتها بأنها كارثة صحية محتملة.