في إطار فعاليات المؤتمر المصري الفرنسي للتعليم العالي والبحث العلمي الذي أقيم مؤخرًا في جامعة القاهرة، بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كان لنا لقاء صحفي خاص مع الدكتور محمد رشدي، رئيس الجامعة الفرنسية الأهلية في مصر، الذي تحدث بشكل موسع عن أهمية المؤتمر وتأثيره على العلاقات الأكاديمية بين مصر وفرنسا، بالإضافة إلى رؤية الجامعة الفرنسية في مصر لتطوير التعليم الجامعي وتعزيز الشراكات الدولية. يعتبر المؤتمر المصري الفرنسي للتعليم العالي والبحث العلمي من الأحداث البارزة في مجال التعليم، حيث يهدف إلى فتح آفاق جديدة للتعاون بين المؤسسات التعليمية في البلدين، وتبادل الخبرات الأكاديمية والعلمية. ومن خلال هذا الحدث، كانت الجامعة الفرنسية الأهلية في مصر على موعد مع توقيع 9 اتفاقيات تعاون مع مؤسسات تعليمية فرنسية مرموقة، بما يعزز مكانتها كمؤسسة تعليمية رائدة في مصر. هذه الاتفاقيات تفتح المجال أمام الجامعة لتوسيع برامجها الأكاديمية وتقديم شهادات مزدوجة معترف بها دوليًا، مما يعكس التوجه الاستراتيجي للجامعة في تقديم التعليم العالي وفق المعايير العالمية. يتسم الدكتور محمد رشدي، رئيس الجامعة، برؤية واضحة نحو تحسين جودة التعليم وتقديم فرص تعليمية مبتكرة تتماشى مع احتياجات سوق العمل. حيث أكد خلال حديثه على أهمية التوسع في برامج تكنولوجية متقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وإدارة الأعمال، بما يتماشى مع التوجهات العالمية. كما أشار إلى الجهود المستمرة من أجل توفير بيئة تعليمية متطورة، من خلال مشروع الحرم الجامعي الجديد الذي سيحدث نقلة نوعية في تجربة التعليم الجامعي في مصر. وقد تطرق الدكتور رشدي أيضًا إلى دعم الجامعة الكبير للبحث العلمي، مشيرًا إلى أن الهيئة التدريسية في الجامعة تُسهم بشكل فعال في الأبحاث المنشورة عالميًا، وتعمل على تقديم حلول عملية ومبتكرة تُلبي احتياجات السوق المحلي والدولي. في البداية، كيف ترون أهمية زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمؤتمر؟ زيارة الرئيس ماكرون تمثل دعمًا سياسيًا وأكاديميًا كبيرًا، وتؤكد على عمق الشراكة بين مصر وفرنسا، خصوصًا في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي. المؤتمر كان فرصة استثنائية لتعزيز العلاقات بين مؤسسات التعليم في البلدين، ونحن كجامعة فرنسية أهلية شعرنا بفخر كبير بمشاركتنا في هذا الحدث. ما أبرز نتائج المؤتمر بالنسبة للجامعة الفرنسية الأهلية في مصر؟ د. رشدي: وقّعنا خلال المؤتمر تسع اتفاقيات تعاون مع مؤسسات فرنسية مرموقة. هذه الاتفاقيات تشمل مجالات الهندسة، إدارة الأعمال، اللغات التطبيقية، والدراسات الأوروبية والجغرافيا السياسية. بعضها يعزز برامج قائمة، والبعض الآخر يُطلق برامج جديدة. جميع الاتفاقيات تهدف إلى نقل الخبرات الفرنسية إلى مصر. هل هذه الاتفاقيات تتضمن برامج مشتركة أو شهادات مزدوجة؟ نعم. نحن الجامعة المصرية الوحيدة التي تمنح شهادات فرنسية معتمدة من وزارة التعليم العالي الفرنسية، دون الحاجة إلى السفر لفرنسا. بعض البرامج تمنح شهادات مزدوجة، مصرية وفرنسية، ما يمنح الطلاب ميزة تنافسية كبيرة في سوق العمل المحلي والدولي. ماذا عن التعاون في مجال التعليم التكنولوجي؟ وقعنا اتفاقيات مهمة مع جهات فرنسية رائدة، منها المعهد الوطني للفنون والمهن (CNAM)، وجامعة تور (Tours)، وجامعة جوستاف إيفل. هذه المؤسسات متخصصة في المجالات التكنولوجية والهندسية، وسنتعاون معها في برامج متقدمة كالذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، والأنظمة المدمجة. وماذا عن مشروع الحرم الجامعي الجديد؟ بدأنا تنفيذ الحرم الجامعي الجديد في يوليو 2024، بتمويل قدره 51 مليون يورو. المشروع يمتد على مساحة بناء 45 ألف متر مربع، ويضم 11 مبنى تعليميًا وسكنًا طلابيًا ومنشآت رياضية ومركزًا للتعلم. من المتوقع تسليم المرحلة الأولى بنهاية 2025، على أن تبدأ الدراسة فيه في يناير 2026. الفجر: هل تشمل الاتفاقيات الموقعة تعاونًا مع جامعات مصرية؟ الاتفاقيات التسع موقعة مع مؤسسات فرنسية، لكننا نحرص على التعاون مع الجامعات المصرية أيضًا، خاصة في مجالات الهندسة والتكنولوجيا. نؤمن بدورنا كجسر بين التعليم المصري والفرنسي.
ما الذي يميز خريج الجامعة الفرنسية الأهلية في مصر؟ الخريج لدينا يحصل على شهادة فرنسية معترف بها دوليًا دون مغادرة مصر، وهذا إنجاز كبير. كما نُركز على البرامج التطبيقية والمهارات التي يتطلبها سوق العمل. لا نفتح برامج لمجرد الإقبال، بل ندرس احتياجات السوق جيدًا قبل إطلاق أي تخصص.
وماذا عن نظام القبول؟ هل هناك تفضيل لطلاب مدارس معينة؟ لا نفضل أي نظام تعليمي معين. نقبل الطلاب المتفوقين من كل الخلفيات: حكومية، خاصة، دولية، فرنسية... الأهم هو الكفاءة. والحقيقة أن طلاب الثانوية العامة المصرية أظهروا أداءً ممتازًا لدينا، ونشجعهم بشدة على الالتحاق بالجامعة.
هل تقدمون منحًا دراسية أو تسهيلات مالية؟ نعم، نقدم منحًا وتخفيضات تصل إلى 26% من إجمالي الرسوم. العام الماضي، أكثر من 75% من طلابنا حصلوا على دعم مالي. الرسوم بالجنيه المصري: 175 ألف للهندسة، 156 ألف لإدارة الأعمال، و126 ألف للغات التطبيقية، وهي قابلة للتخفيض للمتفوقين.
ما التخصصات الأكثر إقبالًا حاليًا؟ الهندسة في الصدارة، خصوصًا الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، والروبوتات. تليها إدارة الأعمال، ثم اللغات التطبيقية. جميع البرامج مصممة لتلبية متطلبات المستقبل. كيف تدعم الجامعة البحث العلمي؟ لدينا هيئة تدريسية متميزة بنسبة 99.99% من المصريين، وينتجون أبحاثًا منشورة دوليًا. نركز على البحث التطبيقي المرتبط بسوق العمل، ونعمل على تحويل نتائج الأبحاث إلى مشروعات واقعية تخدم الاقتصاد والمجتمع. ما هو عدد الطلاب حاليًا؟ وما خطتكم للتوسع؟ نضم حاليًا نحو 400 طالب في ثلاث كليات. نستهدف الوصول إلى 1000 طالب العام المقبل، و3000 طالب بحلول عام 2030 بعد اكتمال الحرم الجديد. كلمة أخيرة لطلاب الثانوية العامة وأولياء الأمور؟ أدعو الطلاب المتفوقين، خاصة من الثانوية العامة، للتفكير في مستقبل عالمي من خلال تعليم دولي على أرض مصر. الجامعة الفرنسية الأهلية تفتح أبوابها لكل من يسعى إلى التميز الأكاديمي والمهني. نستمر في قيادة الجامعة الفرنسية الأهلية نحو تقديم التعليم المتكامل الذي يجمع بين الجودة العالمية والفرص المحلية، موفرًا لطلابها مسارًا أكاديميًا يتماشى مع احتياجات المستقبل.