في تصعيد جديد للحرب التجارية العالمية، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرسومًا تنفيذيًا يقضي بفرض رسوم جمركية متبادلة على المنتجات الأوروبية والصينية، في خطوة تهدف إلى تحقيق "التوازن التجاري" وتعزيز استقلال الاقتصاد الأمريكي. وبموجب القرار، ستُفرض رسوم بنسبة 20% على المنتجات القادمة من الاتحاد الأوروبي، في حين ستواجه المنتجات الصينية تعريفة أعلى تصل إلى 34%. ترامب: اليوم تاريخي لتعزيز الاقتصاد الأمريكي في تصريحات أدلى بها عقب توقيع القرار، وصف ترامب هذه الخطوة بأنها "تاريخية"، معتبرًا أنها تمثل بداية لمرحلة جديدة تهدف إلى "إعادة أمريكا عظيمةً مجددًا". وأكد أن هذه الإجراءات ستسهم في تعزيز القوة الاقتصادية للولايات المتحدة، وتقليل الاعتماد على الواردات الخارجية، بما يسهم في دعم الصناعات المحلية وخلق المزيد من فرص العمل للأمريكيين. البيت الأبيض: الرسوم تطال الدول التي تفرض تعريفة على المنتجات الأمريكية وفقًا لمصادر في البيت الأبيض، فإن هذه الرسوم لن تقتصر على أوروبا والصين، بل ستشمل أيضًا جميع الدول التي تفرض بدورها رسومًا جمركية على المنتجات الأمريكية. وتأتي هذه السياسة في إطار جهود الإدارة الأمريكية لإعادة هيكلة النظام التجاري العالمي بما يحقق مزيدًا من "العدالة الاقتصادية" للولايات المتحدة. الدول العربية في مرمى التعريفات الأمريكية بالتوازي مع فرض التعريفات الجمركية على أوروبا والصين، اتخذت واشنطن إجراءات مماثلة ضد بعض الدول العربية التي تطبق رسومًا على المنتجات الأمريكية. وقد تفاوتت نسبة الرسوم وفقًا للعلاقات الاقتصادية والتجارية لكل دولة مع الولاياتالمتحدة. الدول العربية الأكثر تضررًا من القرار سورياوالعراق في المقدمة تصدرت سوريا قائمة الدول العربية المتأثرة بالقرار، حيث فرضت واشنطن رسومًا جمركية بنسبة 41% على صادراتها إلى السوق الأمريكي، تلتها العراق بنسبة 39%، مما يعكس توترات تجارية وسياسية بين الجانبين. الجزائر وليبيا ضمن الفئات العليا شملت التعريفات أيضًا ليبيا بنسبة 31%، بينما فرضت رسومًا بنسبة 30% على المنتجات الجزائرية. وتواجه تونس رسومًا جمركية بنسبة 28%، فيما وصلت النسبة في الأردن إلى 20%. دول الخليج والمغرب بنسبة 10% أما الدول الخليجية، فقد فرضت عليها واشنطن رسومًا موحدة بنسبة 10%، وتشمل قطر، الإمارات، السعودية، الكويت، البحرين، وعمان. كما تم فرض النسبة ذاتها على المغرب، اليمن، ولبنان، بالإضافة إلى جيبوتي. السودان خارج القائمة على عكس باقي الدول العربية، لم تفرض الولاياتالمتحدة أي رسوم جمركية على السودان، ما يشير إلى استثناءات خاصة قد تكون مرتبطة بالعلاقات الدبلوماسية أو الاتفاقيات التجارية الجارية بين البلدين. دوافع القرار وتأثيراته على التجارة العالمية يرى خبراء الاقتصاد أن سياسة ترامب التجارية تستهدف فرض ضغوط على الدول التي تعتمد على الأسواق الأمريكية لتصدير منتجاتها، مما قد يدفعها إلى إعادة النظر في سياساتها الجمركية تجاه المنتجات الأمريكية. كما قد تؤدي هذه التعريفات إلى ارتفاع الأسعار في السوق الأمريكي نتيجة لتكاليف الاستيراد المتزايدة، وهو ما يثير مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي. ردود الأفعال العالمية على القرار الأمريكي في أولى ردود الأفعال الدولية، عبر الاتحاد الأوروبي عن "قلقه الشديد" إزاء الخطوة الأمريكية، محذرًا من إمكانية اتخاذ تدابير مضادة لحماية مصالحه التجارية. كما أشارت الصين إلى أن هذه الرسوم ستؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي، مهددةً باتخاذ إجراءات مماثلة قد تشعل حربًا تجارية أوسع. أما الدول العربية، فلم تصدر بعد ردود فعل رسمية بشأن هذه التعريفات، لكن مراقبين يتوقعون أن تؤدي إلى توتر العلاقات التجارية بين واشنطن وعواصم عربية عدة، لا سيما تلك التي تعتمد بشكل أساسي على التصدير إلى السوق الأمريكي. في النهاية يمثل القرار الأمريكي بفرض رسوم جمركية متبادلة على المنتجات الأوروبية والصينية والعربية خطوة جديدة في سياسة الحماية الاقتصادية التي يتبناها الرئيس ترامب. بينما تهدف هذه الإجراءات إلى تقليل العجز التجاري الأمريكي، فإنها قد تفتح الباب أمام موجة جديدة من التصعيد في العلاقات الاقتصادية الدولية، مما يضع مستقبل التجارة العالمية في دائرة عدم الاستقرار.