فساد وتعذيب ونفي وجنس... جميع مكونات الثورة المصرية نجدها في مسرحية "جوريه فولو إيتر إن إيجيبسيين" (وددت لو أكون مصريا) التي تعرض على مسرح "نانتير-أماندييه" في فرنسا والمقتبسة عن رواية "شيكاغو" للكاتب المصري علاء الأسواني الصادرة في العام 2006. "كان في الأمر تنبؤا"، يعلق المشاهدون عند خروجهم من القاعة.
ورواية "شيكاغو" التي كان قد "منع نشرها" مرات ثلاث في ظل حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك، تحكي عن ثنائيات مصرية هاجرت إلى الولاياتالمتحدة، في نسيج اجتماعي مركب. وهؤلاء الأزواج الممزقين بين عالمين: مصر حيث الفساد وتفشي التعذيب، مصر التي تولد لدى البعض رغبة بالثورة، والولاياتالمتحدة ما بعد 11 أيلول/سبتمبر عشية زيارة لمبارك.
منذ ما قبل الثورة، تبنى المخرج المسرحي جان-لوي مارتينيلي الموضوع وتوجه إلى القاهرة مرات ثلاث لمناقشة اقتباس الرواية مسرحيا مع كاتبها.
ويشير مارتينيلي لوكالة فرانس برس "رغبت بالعمل على هذا المشروع منذ زمن. وكان من المفترض أن يتم في العام 2013. لكن، بعدما شاهدت أحداث كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير الماضيين، قلت في نفسي: من السخيف الإنتظار. سوف ننجزه فورا".
يضيف المخرج المسرحي أن "بذور ما حصل نجدها في هذه الرواية التي كتبت قبل ست سنوات من الربيع العربي".
من جهته يؤكد علاء الأسواني لوكالة فرانس برس "كنت أحصي قلة قليلة فقط من الأصوات بين المثقفين التي كانت تردد بأن الثورة آتية" لا محالة. ويشير "شعرت بمعاناة الناس.. ملايين المصريين. شعرت بأنه لا يمكن لذلك أن يستمر طويلا".
لكنه يلفت قائلا "لا أعتقد أن هذه الرواية هي وسيلة للتغيير السياسي المباشر". يضيف "الرواية تغير الذهنية ورؤية القراء".
ويرى الكاتب أن الأهمية تكمن في "أسلوب اكتشاف الإنسان من خلال الواقع السياسي". فهذا هو ما يسمح لعمل فني أن يستمر متخطيا زمانه.
ويوضح جان-لوي مارتينيلي "قمنا بالتمارين هذا الصيف ونحن نعلم ماذا جرى"، ولكن من دون أن نقوم بقراءة مختلفة للعمل.. قبيل وبعد.
بالنسبة إلى علاء الأسواني الذي سوف ينشر قريبا مقالات كتبها قبل الربيع العربي وبعده، فإن "دعم الثورات هو وجه آخر لمهام الكاتب".
فيقول "نكتب لأننا ندافع عن القيم الإنسانية والعدالة والمساواة والحرية". يضيف "عندما يقتل 20 مليون شخص في الشارع بعد أن قرروا +إما الحرية وإما الموت+، فإن مهمة الكاتب هي أن يكون بينهم".