مستقبل السعودية سيقرره جزئيا العدد المتنامي للنساء المتعلمات، لكن ليس بسبب حصولهن على حق التصويت، كما نطالع في صحيفة الديلي تلغراف الصادرة صباح اليوم. تقول كلير سبنسر كاتبة المقال ان أنظار العالم توجهت إلى السعودية قبل ثلاثة شهور، حيث قادت ناشطات حملة للحصول على حق قيادة السيارة في بلادهن. خلال نهاية الأسبوع قدم الملك عبدالله تنازلا للنساء، لكن في مجال آخر، حيث منحهن حق التصويت وحق الترشح في انتخابات المجالس المحلية، مشيرة إلى انه بخلاف ما حدث في بعض الدول العربية من ثورات، فإن الدعوة الى التغيير اتخذت شكلا منضبطا في السعودية، ولم تتجاوز تقديم الالتماسات بلغة مهذبة ومحترمة. وحتى النساء اللواتي تحدين قانون منع قيادة السيارات فعلن ذلك مع مراعاة قواعد السلوك المرعية في المجتمع، فقد جلسن في مقعد القيادة محجبات، ومصحوبات بمحرم. ترى الكاتبة أن التغيير في المحظور والمسموح للنساء في المجتمع السعودي رهن بأن يسود تفسير للشريعة الإسلامية وقوانينها مغاير لما كان سائدا حتى الآن في السعودية التي تتبع المذهب الوهابي المحافظ. وتشير الكاتبة الى التطور الذي شهدته العقود الماضية في مجال تعليم المرأة حيث انخفضت نسبة الأمية في أوساط الإناث من ما يقرب من 98 في المئة في السبعينيات من القرن الماضي الى حوالي 30 في المئة، بينما هي تبلغ 15 في أوساط الذكور. وترى الكاتبة أن منح المرأة حق التصويت والترشح هو خطوة رمزية، حيث لا دور يذكر للمؤسسات التي ستشارك المرأة في انتخابها أو الترشح لها في الحياة السياسية للبلاد.