أعربت المعارضة اليمنية عن رفضها خطاب الرئيس علي عبد الله صالح الأحد الذي عرض فيه استعداده لنقل السلطة عبر إجراء انتخابات، رافضة التخلي عن خطط الإطاحة به من الحكم، في حين تظاهر عشرات الآلاف ضده في صنعاء الاثنين، رفضًا لاستمراره. وصرح محمد قحطان المتحدث باسم أحزاب "اللقاء المشترك" لوكالة الصحافة الفرنسية: "بالنسبة لنا، فإن الثورة ماضية في طريقها ولم يعد هناك مجال لأي حل سياسي في ضوء موقف الرئيس"، الذي "أظهر في خطابه تمسكه الشديد بالسلطة ورفضه نقلها إلى نائبه" عبد ربه منصور هادي. وأضاف: "لقد تحدث – أي الرئيس - عن انتخابات مبكرة فيما تتحدث المبادرة الخليجية عن نقل السلطة إلى نائبه" موضحًا أنه "يرفض المبادرة في الواقع ويعلن قبوله لها إرضاء لقادة الخليج". وكان صالح الذي يواجه انتفاضة شعبية منذ أشهر في بلاده، أكد في تصريح هو الأول بعد عودته إلى صنعاء بعد علاجه بالسعودية من محاولة لاغتياله في يونيو, إنه مستعد لعملية انتقالية تنفيذا لمبادرة مجلس التعاون الخليجي ولكن عبر إجراء انتخابات. لكن المبادرة الخليجية التي وضعتها دول الخليج القلقة من استمرار الأزمة في اليمن منذ يناير تدعو إلى مشاركة المعارضة في حكومة مصالحة وطنية، مقابل تخلي الرئيس عن الحكم لنائبه على أن يستقيل بعد شهر من ذلك مقابل منحه حصانة وتنظيم انتخابات رئاسية خلال مدة شهرين. من جانبه، عبر وليد العماري أحد قادة "شباب الثورة" الذين ينظمون حركة الاحتجاجات الشعبية عن رفضه لخطاب الرئيس اليمني، قائلا: "لن نقبل خطاب الرئيس والشباب لن يتراجعوا إلا بتحقيق الأهداف التي يطالبون بها". وبحسب مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، فإن تظاهرتين منفصلتين سارتا في شوارع صنعاء اليوم واحدة للنساء والأخرى للرجال أُطلقت خلالهما الهتافات المنددة بالرئيس اليمني وتصفه ب "الجزار". وسارت التظاهرات دون أي مشاكل لان المشاركين لم يغادروا المنطقة الخاضعة لسيطرة الوحدات العسكرية المؤيدة للاحتجاجات. يشار إلى أن معارك دموية نشبت خلال الأيام الماضية بين الوحدات العسكرية الموالية والمعارضة، وكذلك بين القبائل المؤيدة والمناهضة للرئيس أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 175 قتيلا منذ اندلاع الاشتباكات قبل أسبوع.