القلق

ما هو القلق ؟ هل انت قلق من جهة الغد ؟ وهل القلق يؤثر على صحتك ؟ هل تود ان تعرف كيف تتغلب على القلق ؟إن القلق هو عدو الناس رقم واحد ، حقا ً ما أقل الذين طرحوا القلق جانبا ُ ، إن القلق يسيطر على الاغلبية العظمى من الناس وهو العامل المشترك الاعظم بين البشر على اختلاف انواعهم ومراكزهم ، بيئتهم واجناسهم ، انه الشبح المخيف الذي يتعقب كل انسان بعيد عن الله ، ، وهو الداء الرهيب الذي تفشل معه كل الادوية لانه يحتاج الى طبيب روحي .

هل تقلق يا ترى ؟ وهل القلق يحل مشاكلنا ويزيل همومنا ؟ الجواب كلا والف كلا إن القلق لا يفيدنا شيئا ً لأنه لا يغير الامور ولا يبدّل الاحوال ولا يحل المشاكل ، إن القلق لا يسد الديون ولا يفي بالحاجات ولا يحقق الرغبات ولا يخفف المصائب .

في احصائية عن القلق ان 40 % من الامور التي تقلقنا لا تحدث على الاطلاق و 30 % منها لا يمكن ان يغيرها القلق و 12 % من القلق نتيجة امراض وهمية و10 % نتيجة مقلقات متنوعة غير حقيقية و 8 % فقط نتيجة امور حقيقية مقلقة .

إن اغلب الناس يقلقون من امور مجهولة ويعيشون تعساء واشقياء دون سبب ظاهري فكثيرين يحطمون اجسامهم وصحتهم وكيانهم بسبب القلق المستمر دون مبرر

ان القلق مضر للانسان جسديا ً وعقليا ً وعاطفيا ً .والقلق يبدد طاقة الانسان ويضيع وقته ويقلل نشاطه.عندما نقلق نحطم اجسادنا ونتلف ارواحنا ونفسد كياننا .

هل القلق مضر حقا ً بالصحة ؟ الجواب نعم وبكل تأكيد ، يقول احد الاطباء ان القلق يتلف الدورة الدموية والغدد الصماء وكل الجهاز الهضمي ويؤثر على كل الجسم تأثيرا ً ضارا ً . ويقول طبيب آخر ان 80 % من امراض الجهاز الهضمي للذين يترددون على العيادة لا توجد عندهم امراض عضوية لكنهم مصابون بالقلق وتوتر الاعصاب وان افضل علاج لهم ليس في الادوية او في التحليل النفسي او الصدمات الكهربائية لكن في راحة الايمان بالله والاقتراب منه ، هذا هو افضل علاج لمثل هؤلاء .

إن كان القلق مضرا ً بهذا المقدار فما الفائدة منه ولماذا نقلق ؟ اليس من الجهالة ان نترك انفسنا فريسة للقلق الذي يتلف صحتنا ويدمر اجسادنا إذ يصيبنا بالامراض المستعصية والعاهات المستديمة ؟

القلق مبدد الطاقة

لأنه يبدد طاقة الانسان ويفقده قوته ونشاطه ويحد من امكانياته ويحط من قدرته ويشل حركته ويقلل انتاجه . لقد جمع احدهم احصائية عن الانتاج في المصانع الكبرى فوجد ان عدد غير القادرين عن الانتاج كثيرا ً جدا ً بين المصابين بالقلق ففي كل 10 حالات عجز وجد 9 منها نتيجة القلق ، حقا ً ان القلق ليس غير نافع فقط بل هو ضارا ً أيضا ً ، إنه لا يلاشي مصائب الانسان ومشاكله لكنه يلاشي قوته وطاقته ونشاطه . ان القلق اكثر ارهاقا ً بما لا يقاس بالعمل الشاق .