مشتركة بين الأوقاف والإفتاء والأزهر: قافلة دعوية تتجه لشمال سيناء

في إطار التعاون والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، أطلقت قافلة دعوية مشتركة إلى محافظة شمال سيناء، بهدف تقديم رسالة دعوية موحدة ومتجانسة للمواطنين في المنطقة. تضمّنت القافلة الدعوية ثمانية علماء من وزارة الأوقاف، وثلاثة علماء من الأزهر الشريف، بالإضافة إلى اثنين من أمناء الفتوى في دار الإفتاء المصرية، حيث تحدثوا جميعًا بصوتٍ واحد خلال خطبة الجمعة في مساجد سيناء.
تمحورت موضوعات الخطب حول "رمضان شهر الانتصارات"، حيث قام العلماء المشاركون بتسليط الضوء على أهمية شهر رمضان وعظمته في تاريخ الإسلام، وخاصة يوم بدر الذي شكل مفترقًا هامًا بين الحق والباطل. وقد أكد العلماء على أن شهر رمضان يعد شهر الانتصارات والعزة والكرامة، حيث أن الله سبحانه وتعالى أعان المؤمنين في معركة بدر بنصره المؤزر وأنزل الملائكة لينصروهم ويجعل في قلوبهم الطمأنينة.
وشدد العلماء على أن رمضان يمثل أيضًا فرصةً للانتصار على النفس وتجاوز الشح والبخل، حيث يدعو الصيام إلى ترك الملذات والانغماس في الطاعات. وقد نبهوا إلى أن الصائم يتخلى عن ما تميل إليه نفسه ابتغاء مرضاة الله تعالى، مما يشكل انتصارًا حقيقيًا على هوى النفس.
وفي نهاية الخطب، ثمَّن العلماء جهود القافلة الدعوية المشتركة ودورها في نشر الوعي والتوعية الدينية بين المواطنين في مختلف أنحاء البلاد، معربين عن أملهم في أن يكون لها الأثر الإيجابي في حياة الناس وفي ترسيخ قيم الإيمان والتسامح والتعاون في المجتمع.
بهذه القافلة الدعوية المشتركة التي جمعت بين علماء وزارة الأوقاف وعلماء الأزهر الشريف وأمناء الفتوى في دار الإفتاء المصرية، نختم رحلتنا إلى محافظة شمال سيناء بأملٍ وثقةٍ بأن تكون قد أسهمت في تعزيز روح التواصل والتعاون بين المؤسسات الدينية، وفي نشر الوعي والإيمان بقيم الإسلام السمحة والتسامح والسلام. نثمِّن جهود الجميع في إعداد وتنفيذ هذه القافلة، ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ويجعلنا من الذين يُحسنون الدعوة إلى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار في بلادنا. وفي الختام، ندعو الله أن يجعل شهر رمضان فرصةً للتغيير والتوبة والاستجابة لدعوته، وأن يتقبل صيامنا وقيامنا، وأن يعيننا على الاستمرار في الطاعات بعد انقضاء هذا الشهر المبارك. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.