قال مرشد جماعة الإخوان المسلمين د. محمد بديع إن الثورات لم تنته بعد حتى تحقق أهدافها كاملة، داعيا شباب وطلاب الإخوان في مصر إلى التعاون مع كل الاتجاهات والتجمعات، بينما دعاهم المرشد السابق مهدي عاكف إلى التفاعل مع المجتمع لاستعادة الوعي الذي ظهر بميدان التحرير. جاء ذلك في افتتاح فعاليات مؤتمر طلاب الإخوان المسلمين الأول بعد الثورة الذي انطلق الخميس في مركز المؤتمرات بمدينة نصر الواقعة شرقي العاصمة القاهرة تحت عنوان "جيل يبني ووطن ينهض" بحضور نحو 2500 من الطلاب المنتمين للجماعة. كما حضر المؤتمر عدد من قيادات الإخوان بينهم د. محمود عزت نائب المرشد العام الذي وصف المؤتمر بأنه نعمة كبرى من الله، واعتبر أنه أحد مكتسبات ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك. وكانت جماعة الإخوان تعاني تضييقا شديدا في عهد مبارك شمل ملاحقة أعضائها وحتى قيادييها فضلا عن حظر نشاطها بدعوى أنها جماعة محظورة قانونا، لكن ذلك لم يمنع نشاطها الذي كانت أبرز صوره في السنوات الأخيرة نجاح 88 من الإخوان في الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2005. كما كان طلاب الإخوان في بؤرة إحدى حلقات صراع الجماعة مع نظام مبارك عندما نظموا عرضا رياضيا في جامعة الأزهر تضمن نوعا من استعراض القوة فيما عرف وقتها بقضية "مليشيات الأزهر" حيث انتهى الأمر بإحالة عدد من قياديي وأعضاء الجماعة للقضاء الذي حكم عليهم بالسجن. ومنذ نجاح الثورة وتنحي مبارك يوم 11 فبراير/ شباط الماضي ظهر الإخوان كأحد اللاعبين الرئيسيين على الساحة السياسية المصرية، ونظموا العديد من الأنشطة والتظاهرات، كان لشباب الإخوان في بعضها دور كبير. وفي كلمته أمام المؤتمر، حرص مرشد الإخوان على التأكيد بأن الشباب والطلاب هم أمل الأمم، قبل أن يؤكد أن مسؤوليتهم كبيرة خاصة بعد الثورات العربية العظيمة، مشيرا إلى ضرورة بذل المزيد من الجهد "حتى تنضج الثمرة وتكتمل الثورة" التي وصفها بأنها "ثورة عظيمة خلصتنا من نظام استبدادى وطاغٍ، ظل يكمم الأفواه لسنوات". وقال بديع إن مصر التي تعرضت لنهب وظلم وإفساد متعمد للشخصية والمقدرات والثروات الوطنية تحتاج إلى تضافر الجهود، داعيا شباب الإخوان للتعاون مع "كل الاتجاهات والتجمعات والائتلافات البناءة والهادفة إلى رفعة الوطن" مؤكدا أن "مساحة المشترك بيننا جميعًا كبيرة جدًّا وتسمح لنا بالتعاون لما فيه خير أوطاننا، ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه". كما دعا المرشد شباب الإخوان الذين اعتبرهم "أمل ومستقبل مصر فى قوتها وذخرها" إلى الاندماج والمشاركة الإيجابية في كل المناشط الاجتماعية والعلمية والرياضية. وسار المرشد السابق مهدي عاكف على نفس المنوال حيث أكد أن على شباب الإخوان "أن ينقذوا الشعب من كبوته التى هوى فيها بعد أن تعرض للظلم والقهر". وقال عاكف إن مصر تمر بمرحلة انتقالة صعبة، عليها أن تخطوها بسلام بعد ثورة 25 يناير، داعيا شباب الإخوان إلى التفاعل مع الشارع المصري، في كل مكان "حتى نُخرج هذا الشعب من ظلم واستبداد، ونعيد له الوعي الحقيقي الذي ظهر في ميدان التحرير". من جهة أخرى، أعلن طلاب الإخوان المسلمين خلال المؤتمر أنهم بصدد الإعلان عن مبادرة إستراتيجية تهدف لبناء "جيل رائد يحمل هموم وطنه ويدرك دوره في صناعة النهضة".