مفكرة الاسلام: قالت تقارير صحافية أمريكية: إن أنقرة اقترحت تحالفًا مع مصر يؤسس لنظام جديد في الشرق الأوسط، في وقتٍ تشهد فيه المنطقة ثورات وانتفاضات شعبية ضد الحكام. وذكرت صحيفة واشنطن بوست اليوم الاثنين أن هذا الطرح قدَّمه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في مقابلة تليفزيونية استغرقت ساعة كاملة، واصفةً الرجل بأنه "مهندس السياسة الخارجية التي جعلت من تركيا أحد أوثق اللاعبين صلة بالعالم الإسلامي". وكتبت الصحيفة تقول: إن أوغلو تنبأ بشراكة بين تركيا ومصر، البلدين الأقوى عسكريًّا والأكثر كثافة سكانيًّا والأعرض نفوذًا في المنطقة، واللذين قال عنهما: إنهما قادران على تأسيس حلف جديد في وقت يبدو فيه النفوذ الأميركي بالشرق الأوسط في اضمحلال. وقال في هذا الصدد: "هذا ما نريده.. ليس هذا محورًا ضد أية دولة أخرى، لا "إسرائيل" ولا إيران أو أي بلد آخر، لكنه سيكون محورًا للديمقراطية في أكبر بلدين بمنطقتنا من الشمال إلى الجنوب، من البحر الأسود حتى وادي النيل في السودان". وجاءت تصريحات أوغلو هذه بعد جولة قام بها الأسبوع الماضي الزعماء الأتراك – بينهم هو شخصيًّا ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان - إلى تونس ومصر وليبيا، وهي الدول الثلاث التي شهدت ثورات شعبية هذا العام. ووصفت واشنطن بوست "القبول الحسن واللافت" الذي حظيت به تركيا في العالم العربي - "وهي منطقة كانت تركيا تنظر إليها ذات مرة بازدراء" - بأنه تطور أشبه بالزلزال تمامًا مثل الانتفاضات والثورات العربية. من جانب آخر، صرح كبير الدبلوماسية التركية بأن "إسرائيل" وحدها المسؤولة عن شبه الانهيار في العلاقات مع تركيا التي كانت حليفة لها في السابق، كما اتهم الرئيس السوري بشار الأسد بالكذب عليه بعدما منح المسؤولون الأتراك حكومته "فرصة أخيرة" لإنقاذ سلطتهم من الانهيار بوقف قمع المحتجين. ورأت الصحيفة الأمريكية في الانتقادات التي وجهها مهندس السياسة الخارجية التركية إلى حلفائه القدامى (إسرائيل وسوريا) وتبنيه حلفاء جدد، تأكيدًا للثقة التي تنعم بها تركيا هذه الأيام وهي تسعى لتكون في جانب الطرف الرابح في المنطقة. ونقلت الصحيفة عن أوغلو القول - وهو يصف أوضاع المنطقة وما تشهده من متغيرات -: إن بلاده "في قلب كل الأحداث". وأردفت قائلةً: "وعلى خلاف "إسرائيل" القلقة، وإيران المرتابة، والولايات المتحدة التي ظلت سياستها الإقليمية محل انتقاد بسبب تخبطها وتناقضها الظاهر أحيانًا، نهضت تركيا من عثراتها السابقة فقدمت نفسها نموذجًا للتحول الديمقراطي والنمو الاقتصادي، في وقت تمر فيه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتغييرات جذرية".