لم يستطع الفن السابع فى مصر –رغم تطوره وعمره الطويل منذ الثلاثينات (سينما صامتة) وحتى السينما سكوب – والديجيتال وتعدد الأفكار وتنوع المواهب سواء فى الكتابة أو الإخراج أو التمثيل –لم تستطع هذه الرافدة الفنية العظيمة (السينما المصرية) أن تعبر عن واقع مؤلم نعيشه الآن على صفحات جرائدنا – ولعل قضايا عامة مثل" قضية سوزان تميم "وقضية البنات المقتولات فى مدينة الشيخ زايد – وحديثًا ذلك الأب الذى فقد بعض الملايين من الجنيهات لم تتعدى الإثنين مليون – فقتل ولده وإبنته وزوجته بحجة الخوف عليهم ثم ذلك الأب الذى إختلف مع زوجته فيحتضن طفلته ويقفز بها من الدور السادس قاتلا نفسه وإبنته إنتقامًا من زوجته –شيىء لا يصدقه العقل !! كل هذه القضايا –إذا طرحت فى السينما المصرية – لإتهمنا المخرج والمؤلف بأنهم مخرجين أبيض وأسود –أى أنهم يقدموا اللامعقول –ولكن الواقع أصبح أشد وأصبح أقوى من أحلام وأفكار المؤلفين والمخرجين للفن السابع ! إن الأحداث التى نعيشها التى نتصفحها يوميًا فى الجرائد – أخذتنا إلى مستوى جديد وغريب علي الحياة الإجتماعية المصرية ولعل قبل صدور حكم بعدم النشر فى إغتصاب الفتيات بأحد أهم فنادق القاهرة –وكانت هذه القضية تغطى على كل الأحداث السياسية والإجتماعية والإقتصادية فى مصر!!.حينما تم النشر عنها عبر الوسائط الإليكترونية. بل تعدت بعض الأقلام إلى أن تخترع –وتناقلت الفضائيات الندوات التى تحاكم فى القضية على طاولات الهواء ومداخلات المشاهدين –والحابل والنابل قد إختلطا لكى تقدم للمتلقيين من المصريين والعرب، بل وفى العالم طبق من الإعلام عن فساد الأخلاق فى المجتمع وصلت إلى حد الجنون – كما رأينا فى الأحداث الأخيرة. ألا أن إغتصاب إمرأة عمرها 29 عامًا – من عشرة أفراد جملة واحدة – وفى وقت واحد وأمام شهود –كانت هى جريمة العام، والحكم الذى صدر فيها بإعدام العشرة متهمون –كان حكم عادل – ولنا فى "فننا السابع" سوابق ولكنها ليست بقوة الواقع الذى نعيشه !!للأسف الشديد. ولعل ما نراه أيضًا فى قاعات المحاكم اليوم من قضايا مثل مقتل فتاة لرفضها الإرتباط بشاب فيقوم بقتلها جهارًا نهارًا أمام الجامعة التى ينتمون إليها، وفى قلب الدلتا، حيث قتل كل القيم الطيبة بهذا المجتمع. وقضية أخرى حيث يقوم رجل قانون بتدبير قتل زوجته ودفنها مشاركة مع صديق بعد أ دبرا الحادث وأعدوا له إعدادًا دراميًا. لو جاء فى فيلم مصرى ما صدقناه، للأسف الشديد. Hammad [email protected]