بروكسل (ا ف ب) - اعلنت متحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون السبت ان الاتحاد "اخذ علما" برغبة الفلسطينيين في الانضمام الى الاممالمتحدة، لكنه يعتقد ان التوصل الى "حل بناء" يؤدي الى استئناف محادثات السلام هو الحل الوحيد. وقالت المتحدثة مايا كوسيانيتش "ما زلنا نعتقد ان حلا بناء من شانه ان يحشد اكبر دعم ممكن ويسمح باستئناف المفاوضات هو السبيل الافضل والوحيد للتوصل الى السلام وحل الدولتين الذي ينشده الشعب الفلسطيني".
وباعلانه الجمعة انه سيطلب من الاممالمتحدة اعترافا "بحق مشروع" والمطالبة بدولة فلسطينية "كاملة العضوية" لانهاء "الاجحاف التاريخي" بحق الشعب الفلسطيني، ضرب محمود عباس الجمعة عرض الحائط بنصائح موفدي الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي واللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط (الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الاروبي والاممالمتحدة) الذين حاولوا اقناعه بالعدول عن هذه المحاولة.
وقد امضت كاثرين اشتون عدة ايام في القاهرة واسرائيل مكثفة اللقاءات مع ممثلي الجامعة العربية ومحمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو.
واضافت مايا كوسيانيتش السبت انه رغم اصرار محمود عباس "نحن بحاجة الى ان نرى تفاصيل ذلك الطلب وجدوله الزمني، وستكون الايام المقبلة حاسمة".
وتابعت "لذلك سنضاعف جهودنا مع كافة شركائنا في اللجنة الرباعية من اجل تحريك المفاوضات بين الطرفين في اسرع وقت ممكن، هذا هو السبيل الوحيد لانهاء النزاع".
وافاد مصدر دبلوماسي اوروبي ان موفدين من اللجنة الرباعية سيعقدون الاحد اجتماعا في نيويورك وذلك بعد ان اخفق الروس والاوروبيون في التفاهم مع الاميركيين حول اعلان للجنة الرباعية من شانه ان يعطي دفعا جديدا لعملية السلام. لكن المفاوضات متواصلة حاليا من اجل التوصل الى نص "والتزام واضح باستئناف المفاوضات سريعا".
وتعارض الولاياتالمتحدة قطعا مطالبة مجلس الامن الدولي بالاعتراف بدولة فلسطينية وتستعد للاعتراض باستخدام حقها في النقض (الفيتو)، بينما لم يتفاجأ احد برفض اسرائيل هذا الاعلان اذ اعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في بيان مقتضب ان "السلام لن يتحقق بخطوة احادية في الاممالمتحدة".
وذكرت الناطقة بان الاتحاد الاوروبي كان دائما "يدعم بقوة تطلعات الفلسطينيين الى اقامة دولة"، واضافت ان المساعدة على التنمية التي يقدمها الاوروبيون "تهدف الى بناء المؤسسات والبنى التحتية للدولة الفلسطينية المقبلة".
الا ان هذا الموقف يخفي اختلافات عميقة بين الاوروبيين حيث ان ايطاليا والجمهورية التشيكية وهولندا وبولندا تعارض الطلب الفلسطيني، كما افادت مصادر دبلوماسية في بروكسل.
كذلك قد تعارضه المانيا بينما يبدو ان معظم الدول الاوروبية الاخرى تميل الى تاييده، لكن العديد منها يخشى ان ينقسم الاتحاد الاوروبي حول هذه المسالة بشكل علني.
واكد ناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية مساء الجمعة ان "فرنسا ستتحمل
مسؤولياتها حول مسالة الاعتراف بدولة فلسطينية".
لكنه اضاف ان الموقف الفرنسي سيستند "الى ثلاثة مبررات هي ضمان آفاق تحريك عملية المفاوضات وتفادي مواجهة دبلوماسية والحفاظ على الوحدة الاوروبية".
وقال عضو الوفد الفلسطيني الى الاممالمتحدة نبيل شعث السبت ان فشل اللجنة الرباعية الدولية في التوصل الى صيغة لاعادة مفاوضات السلام، شجع الفلسطينيين على التوجه نحو مجلس الامن.
وقال شعث في مؤتمر صحافي "كانت هناك مباحثات حول صيغة بيان من اللجنة الرباعية، وكان الاميركان هم الذين يقودون هذه المباحثات. واوكلت مهمة اقناع الاطراف لمبعوث اللجنة الرباعية توني بلير بأن يخرج بيان من الرباعية يدعو الى العودة للمفاوضات".
واضاف شعث "هذا الفشل في اصدار هذا البيان شجع الفلسطينيين على الذهاب الى مجلس الامن". وتابع "لا اعتقد ان هناك فرصة للجنة الرباعية لتغيير الموقف"، في الوقت الذي تجتمع فيه هذه اللجنة في نيويورك على هامش الدورة 66 للجمعية العامة للامم المتحدة.
واقر الوزير الاسرائيلي بدون حقيبة يوسي بيليد السبت بان اسرائيل لا تستطيع منع الفلسطينيين من طلب عضوية دولتهم في الاممالمتحدة متحدثا عن احتمال تحريك عملية السلام.
وفي تصريح للاذاعة العامة الاسرائيلية، قال الوزير الذي ينتمي الى حزب ليكود اليميني "مع الاسف ليس لاسرائيل وسائل تمنع الفلسطينيين من طلب انضمام دولتهم الى الاممالمتحدة ويستحيل منعهم".
واضاف "لكن هذه المبادرة ستصطدم بلا شك برفض مجلس الامن الدولي وسيبقى لنا هامش مناورة للتفاوض". وتابع الوزير انه "لا يمكن اسرائيل ان تقبل الشعور بالعجز ولا بد ان تشدد على ان حل الدولتين لشعبين يجب ان يتم التوصل اليه عبر مفاوضات مباشرة".