يستعد حزب النور لخوض الانتخابات الداخلية للحزب الشهر المقبل، لإعادة تشكيل الهيئة العليا واختيار رئيس للحزب، حيث اعتمدت اللجنة المشرفة على الانتخابات الداخلية للحزب الأسبوع الماضى نتائج انتخابات أمانات الحزب والتى أجريت على مستوى المحافظات لتشكيل هيئة مكتب المحافظة والمكون من أمين المحافظة و4 وكلاء وسكرتير المحافظة وأمين الصندوق. كشف مصدر داخل حزب النور ل«الفجر» أن الداعية السلفى ياسر البرهامى يحشد أعضاء الجمعية العمومية للحزب بالمحافظات لاختيار الشيخ رجب أبو بسيسة رئيسا للحزب خلفا ليونس مخيون، موضحًا أن هناك توافقًا بين الأعضاء لاختيار جلال مرة، رئيسًا للحزب والذى تعرض لهجوم شرس من قبل جماعة الإخوان عقب موقفه السياسى فى 30 يونيو، حيث كان ضمن المتحدثين باسم حزب النور خلال الخطاب الشهير لعزل محمد مرسى، إضافة لتصريحاته الداعمة طوال الوقت للرئيس السيسى. وأوضح المصدر أن سبب دعم ياسر البرهامى ل «أبو بسيسة» يرجع إلى أن الأخير كان عضوًا فى الدعوة السلفية التى يترأسها البرهامى، وسبق أن فرضه البرهامى فى انتخابات حزب النور لعام 2017، ليصبح «أبو بسيسة» عضوًا فى الهيئة العليا للحزب حاليا، مضيفا أن البرهامى قد صرح خلال آخر اجتماع له مع قيادات الحزب بأن دعم «أبو بسيسة»، سيعمل على عودة القوى الشعبية التى فقدتها الدعوة السلفية بسبب سياسة بعض أعضاء الحزب والتى أدت إلى التمثيل الضعيف بمجلسى البرلمان والشيوخ، موضحًا أنه تم الزج باسم «أبو بسيسة» خلال انتخابات الحزب الماضية مع بعض القيادات حتى يقدموا أنفسهم داخل وخارج الحزب كشخصيات سياسية وفى نفس الوقت تأهيلهم من الجانب السياسى. بينما ترى الجبهة الأخرى المؤيدة لدعم جلال مرة رئيسا للحزب، أن صعود «أبو بسيسة» للرئاسة الحزب سوف ينهى مجهودات قيادات الحزب طوال السنوات الماضية وجعله حزبًا سياسيًا وليس دينيًا. من جانبه، أكد المهندس إيهاب شاهين المتحدث باسم حزب النور، أن انتخابات تشكيل حزب النور ستعقد الشهر المقبل عقب الانتهاء من اجتماع الجمعية العمومية للحزب ليتم اختيار 50 عضوًا للهيئة العليا للحزب، متوقعا أن يتم الدفع بخمسة أعضاء من الفائزين على مقاعد انتخابات أمناء المحافظات. وأوضح «شاهين» أن أعضاء الهيئة العليا الجدد سوف يختارون رئيسا جديدا للحزب خلفًا ليونس مخيون المنتهية مدته لدورتين متتاليتين طبقًا للائحة الحزب، والتى تنص على حق الترشح للرئاسة لفترتين على أن تكون مدة كل دورة 4 سنوات، موضحًا أنه تم تأجيل الانتخابات فى أبريل 2021 الماضى بسبب جائحة كورونا. وعن المرشح لرئاسة الحزب قال: «جميع أعضاء الهيئة العليا مرشحون لرئاسة الحزب، واختيار رئيس الحزب سيكون بالتوافق بين أعضاء الهيئة وهذا هو شعار الحزب فى الانتخابات القادمة، دون اللجوء لأساليب المنافسة الشرسة التى حدثت بانتخابات الأحزاب الأخرى». بينما قال أحمد بان، الباحث فى شئون الحركة الإسلامية، إن «انتخابات حزب النور لن تكون إلا تغييرات تكتيكية فقط، تعددت الانتخابات والوجوه واحدة، ولأن الانتخابات الداخلية لتيار الإسلام السياسى تقوم على السمع والطاعة لشيوخ الدعوة السلفية، لا يمكن الفصل بين حزب النور السياسى عن الدعوة السلفية لأن قواعد النور ليست لديها رغبة حقيقية فى التغيير». وأضاف: «الداعية ياسر برهامى له دور كبير فى الانتخابات، فهو الرجل المسيطر على كل كبيرة وصغيرة بالحزب، ورجاله سوف يسيطرون على الهيئة العليا، كما حدث فى انتخابات الحزب 2017، ولا توجد بوادر لحضور جيل جديد من القيادات السياسية داخل الصف السلفى، وأتوقع الإبقاء على نفس أعضاء الهيئة العليا، لكن التغييرات ستكون فى رؤساء اللجان، الأمر الذى سيؤدى إلى موت حزب النور سياسيا أو تكرار جماعة الإخوان التى أدت فى النهاية للانقسام بين كتلتين أساسيتين حرس قديم وشباب».