بطولة إفريقيا والتأهل لكأس العالم يزيدان من فرص «مو» لحصد البالون دور «الننى» و«حجازى» و«تريزيجيه» يصبحون أساطير الكرة المصرية باللعب مرتين متتاليتين فى كأس العالم 2022 ستكون حاضرة وشاهدة على جيل «محمد صلاح»، أما أن يسطر تاريخًا جديد لنفسه وللكرة المصرية بالتأهل لكأس العالم للمرة الثانية على التوالى، فى سابقة هى الأولى للكرة المصرية على مدار تاريخها، أو يخرج خالى الوفاض. وتحتفظ (2022) بفرصة ذهبية أخرى لهذا الجيل، عندما يخوض مغامرة منافسات «الكان»، بطولة الأمم الإفريقية التى تقام فى الكاميرون فى التاسع من شهر يناير، بأن يفوز بلقب البطولة، لتكون الأولى له، والثامنة لمصر، بعد الثلاث بطولات الذهبية التى حصدها الجيل الذهبى للكرة المصرية بقيادة المدرب المصرى كابتن «حسن شحاتة»، أعوام (2006، 2008، 2010)، خاصة بعدما حل فى المركز الثانى فى بطولة (2017)، عندما خسر النهائى أمام منتخب الكاميرون بهدفين مقابل هدف. فالمنتخب المصرى لكرة القدم أمام فرصتين ذهبيتين لتتويج مشوار «جيل محمد صلاح»، بالتأهل لكأس العالم فى قطر (2022) والفوز ببطولة الأمم الإفريقية فى الكاميرون (2022)، تلك هى غاية وأمنية جماهير عشاق كرة القدم المصرية، وإن كان التأهل لكأس العالم هى الغاية المنشودة للاعبى المنتخب المصرى وعلى رأسهم فخر مصر والعرب اللاعب العالمى «محمد صلاح»، الذى رفع سقف طموحات الجماهير المصرية بعدما حطم كل الأرقام والمعادلات التاريخية لكرة القدم المصرية، كأول لاعب مصرى محترف، يحصل على البريميرليج مع فريق ليفربول، بعد غياب عن خزائن النادى مدة (30) عاما، وأول لاعب مصرى يحصد بطولة دورى أبطال أوروبا مع ليفربول عام (2019) للمرة السادسة فى تاريخ النادى بعد غياب (14) عامًا عن آخر بطولة فى (2005)، وأول لاعب مصرى يسجل فى نهائى دورى أبطال أوروبا، وأول لاعب مصرى يفوز بكأس العالم للأندية مع نادى ليفربول فى 2019. ناهيك عن الأرقام القياسية التى حطمها كلاعب مصرى فى مسيرته الاحترافية، حيث حصد العديد من الجوائز أبرزها جائزة أفضل لاعب فى إنجلترا (2018)، جائزة هدف الموسم فى الدورى الإنجليزى الممتاز لموسم (2017، 2018) وجائزة أفضل لاعب أفريقى لعامى (2017، 2018)، وجائزة أفضل لاعب إفريقى بواسطة البى بى سى لعامى لنفس العام، وأفضل لاعب فى الدورى الإنجليزى لعام (2018)، وجائزة الحذاء الذهبى فى الدورى الإنجليزى الممتاز (هداف الدورى الإنجليزى الممتاز) عامى 2018) و(2019)، واختير من قبل مجلة تايم الأمريكية فى عام (2019)، ضمن أكثر 100 شخصية تأثيرًا فى العالم، وفاز بجائزة أفضل لاعب فى إفريقيا مرتين أعوام (2018، 2019) كما حل فى المركز السابع فى جائزة البلون دور عام (2021)، وحصل على جائزة القدم الذهبية لنفس العام. لكن عام (2022) يحمل الكثير لمحمد صلاح نفسه، ومعه تحديات كثيرة على المستوى الدولى وفى مسيرته الاحترافية، خاصة لو استطاع مع رفاقه وجيله فى المنتخب الوطنى الفوز ببطولة الأمم الإفريقية، التى ظلت عصية ومستحيلة على هذا الجيل، الذى استطاع العودة لمنافستها بعد غياب سبع سنوات (2010، 2017)، والإخفاق فى البطولة التى أقيمت على أرض مصر فى بطولة(2019)، وهذا التحدى يضع هذا الجيل فى سجلات التاريخ من أوسع أبوابه، كما يرفع من أسهم محمد صلاح كثيرًا فى منافسته للفوز بجائزة (البالون دور) أحسن لاعب فى العالم. كما أن التأهل لكأس العالم فى قطر (2022) سيعزز تلك المنافسة، بالإضافة للبطولات المتوقع الحصول عليها مع فريقه ليفربول على مستوى البريميرليج ودورى أبطال أوروبا، وصراعه فى المنافسة على هداف الدورى الإنجليزى، وأحسن لاعب فى الدورى، ومواصله تحطميه للأرقام القياسية على المستوى الفردى. عام (2022) لا يمثل عام الفرصة لصلاح فقط، بل لرفاقه فى المنتخب الذين وصلت مسيرتهم سويًا إلى عشر سنوات، وعلى رأسهم نجم نادى أرسنال الإنجليزى محمد الننى، الذى ارتبطت مسيرته مع صلاح من بدايتها من نادى المقاولون العرب، والاحتراف معًا فى نادى بازل السويسرى، ثم افترقا إلى دورى مختلف، حتى اجتمعا مرة أخرى فى الدورى الإنجليزى، فى أكبر فريقين داخل البريميرليج (ليفربول، وأرسنال)، لكن لم يفترقا على مدار رحلتهما فى المنتخب المصرى، كان الننى حاضرا بقوة فى نهائى الكان عام (2017)، وسجل هدف المنتخب الوحيد فى المباراة النهائية أمام الكاميرون، وكان ركيزه أساسية فى رحلة تصفيات منتخب مصر لكأس العالم روسيا (2018) مع المدير الفنى الأرجنتينى هيكتور كوبر، وهو أحد ركائز منتخب مصر فى وسط الملعب على اختلاف المدربين الذين تعاقبوا خلفا لكوبر، وصولا لكارلوس كيروش المدير الفنى الحالى لمنتخب مصر. لكن مع خطة «كيروش» للنزول بمعدل الأعمار المنتخب الوطنى، ووضع بدائل للقوام الحالى، ومع اقتراب الننى من الثلاثين، بات هذا العام هو المنحنى الصعب وتحقيق حلم المصريين يدخله التاريخ من الباب الكبير، مع باقى رفاقه فى المنتخب، ومنهم النجم المصرى محمود حسن «تريزيجيه» لاعب نادى أستون فيلا الإنجليزى، صاحب المشهد التاريخى لتأهل مصر لكأس العالم «2018» فى الحصول على ضربة الجزاء الشهيرة فى مباراة الكونغو فى أكتوبر (2017) والتى أهلت مصر مباشرة لكأس العالم. تريزيجيه الآن أمام فرصة تاريخية لاستعادة فرومته، خاصة أنه وعلى مدار سنوات من الأعمدة الرئيسية فى المنتخب المصرى، ومن المميزين، ولكن مع الإصابة الأخيرة التى لحقت به، وابتعاده فترة من الوقت، ومع وجود كيروش، واكتشاف عمرو مرموش، بات أمام تحد كبير، ليس فى مكانه فقط ولكن فى طريقة لعب المدرب البرتغالى للمنتخب الوطنى. وإن كان الأمر يختلف مع صخرة الدفاع المصرى الجديد اللاعب «أحمد حجازى» الذى لا يختلف عليه اثنين، ولا يستغنى عنه أى مدير فنى لمنتخب مصر، حتى المدير الفنى للمنتخب الأولمبى «شوقى غريب»، عندما استعان بلاعبين من أصحاب خبرة ليكون مع المنتخب فى أولمبياد طوكيو (2020)، كان خياره عليه. «حجازى» شريك رحلة كفاح المنتخب فى بطولتى إفريقيا التى لاعب فيها هذا الجيل (2017، 2019)، وكان شريكًا فى حلم التأهل لمونديال روسيا (2018)، ولا يزال شريكا فى حلم (2022)، ولا شك أن حجازى يريد أن يصنع تاريخيا مع المنتخب الوطنى فى ظل حفاظه على مركزه داخل الفريق، قبل أن تتغير أفكار المدير الفنى لمنتخب مصر وقد لا يحصل على تلك الفرصة مرة أخرى. خاصة بعد وأن هناك دليلا وبرهانا ساطعا حدث مع أحد ركائز المنتخب الوطنى فى وسط الملعب، لاعب نادى الزمالك» طارق حامد» الذى بات خارج حسابات، « كيروش» فى الفترة الأخيرة، وربما المستقبلية، وأن كان لا يختلف أحد على إمكانيات طارق حامد فى وسط الميدان، ولكن مع وجود بدائل وعمليات الأحلال والتجديد التى تنتظر المنتخب هذا العام، سواء مع كيروش أو غيره. فهنا بداية فرط عِقد جيل محمد صلاح، الذى كتب تاريخا وينتظره هذا العام سجلات ذهيبة عليهم أن يغتنموها، خاصة اللاعب عبدالله السعيد، لاعب نادى بيراميدز، ويعتبر هذا العام هو الأخير له مع اللاعب الدولى خاصة مع تقدمه فى السن، ولا ينكر أحد حرفية وفنيات هذا اللاعب، الذى شكل على مدار سنوات ثنائية رائعة مع محمد صلاح، توجت بأنهم كانوا مسجلين جميع أهداف منتخب مصر فى التأهل لكأس العالم 2018، وكثير يربطون الآن ويحللون أن فنيات السعيد لا غنى عنها الآن، خاصة فى فترة الحصاد. فهو يريد «قبل أن يعلق حذاءه ويعتزل اللعب الدولى»، أن يختم هذه العام بأفضل صورة وشكل ممكن. لا شك أن هذه الجيل «جيل محمد صلاح» أمام فرصة ذهبية، قد لا يحصل عليها جيل ثانى فى الكرة المصرية، فإن كان هناك جيل «تسعين» مع الراحل كابتن محمود الجوهرى صاحب الوصول بمنتخب مصر لكأس العالم بهدف بإيطاليا، (1990) وجيل كابتن حسن شحاتة صاحب الثلاثية التاريخية فى بطولة الأمم الإفريقية، فإن جيل صلاح أمام ملحمة تاريخية بأن يكون هو صاحب التأهل الرابع لمصر فى كأس العالم، والتأهل الثانى على التوالى لأول مرة فى تاريخ مصر، واستعادة مصر على عرش كرة القدم الإفريقية، ووقتها فقط سيغلق التاريخ صحفاته، ويأتى بسجل جديد لهذا الجيل، وقتها سيخرج من الباب الكبير للكرة المصرية كل واحد فى هذا الجيل وقت ما يريد، تاركا الفرصة لجيل شاب صاعد تركه ثقيلة عليه أن يتخطاها بأفكار وعقليات تحلم ليس للوصول لكأس العالم ولكن للذهاب بعيدًا، والمنافسة فى الأدوار النهائية فى بطولة كأس العالم نفسها.