على مدى 15 عاما عاش الحاج "مرسي الشحات" 95 عاما داخل غرفة ممتلئة المخلفات والقمامة والحشرات بكفر علي أبو غالي بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية بعدما توفيت ابنته وتركته شقيقاته الأربعة دون إهتمام أو رعاية ليجد الرجل المسن نفسه حبيسا بين جدران الغرفة التي تفتقد للأدمية خاصة مع فقدان بصره وعدم قدرته على الحركة ليواجه الأمراض والإهمال وحيدا ليستغث أحد الأهالي بجمعية بسمة لإيواء الكبار أملا في إنقاذه ليسارع الفريق وينتشله من الغرفة غير الآدمية ويوفر له مقر إقامة في الدر. وروت "سعيدة حسن" المستشار الإعلامي لدى فريق بسمة للإيواء بالشرقية تفاصيل إنقاذ المسن التسعيني قالة: "تلقينا بلاغ بوجود رجل مسن يعيش في غرفة غير آدمية منذ نحو 5 سنوات وتعاملنا مع البلاغ مباشرة". وأوضحت: أنه بمجرد دخولهم الغرفة تبين أنها غير آدمية تحتوي على العديد من المخلفات والحشرات والأطعمة غير الجيدة بالإضافة إلى مبالغ مالية مقطعة لأجزاء كما أن الحاج المسن كان عاري الصدر بدون ملابس ويرتدي بنطال فقط ومربوط حول قدميه كمية من الأقمشة والخيوط. وأضافت: علمنا أن الحاج مرسي كان لديه ابنه وتوفيت قبل عدة سنوات ولديه 4 شقيقات فتيات منهم اثنين متزوجتين وتقيمان في مكان يبعد عن القرية بينما تقيم معه في نفس القرية شقيقتين آخريتين وأحدهما تقيم في منزل يقع بالقرب من الغرفة التي كان يعيش. وأكدت أن شقيقته لم تهتم برعايته بينما كان يكتفي الأهالي بمنحه مبالغ مالية أو طعام ويتركونه بجواره ويغادرون. مشيرة إلى أنه لم يتواصل معهم أي من شقيقاته للإطمئنان عليه فيما تواصل معهم أحد أهالي القرية وقام بزيارته في الدار للإطمئنان عليه. مضيفة ان الحاج مرسي كان يعمل "طالع نخل" وحتى بلوغه سن ال 80 عاما كان يقوم بتوفير احتياجاته معتمدا على نفسه وبعد ذلك تدهورت صحته حتى فقد بصره وأصبح غير قادر على تدبير أي من أمور حياته فيما لم يهتم به أحد. ومن جانبه قال وائل طلبة مدير جمعية دار بسمة للإيواء: " أن الجمعية تخدم نحو 200 نزيل من كبار السن "رجال وسيدات" مشيرا إلى أن الجمعية معنية برعاية الكبار بلا مأوى ويعمل بها نحو 120 موظف يقمون بدور إنساني قبل العملي. وأشار إلى أن الدار تستقبل عدد كبير من البلاغات يوميا عن وجود حالات بلا مأوى ولكن نظرا لاستعاب الدار الكثافة العددية المتاحة يجدون صعوبة بالغة في التعامل مع كافة البلاغات واستقبال الحالات. وقال أن الدار تمتلك مبنى تبرع به أحد فاعلي الخير يحتاج إلى تشطيبات ويمكن أن يستوعب نحو 80 حالة إذا تم الانتهاء منه كما أن الجمعية لديها قطعة أرض إذا تم استغلالها وإقامة مباني عليها سيتم استيعاب أعداد جديدة من الحالات المستحقة لتوفير حياة كريمة لهم. لافتا إلى أن الجمعية تحتاح دعم أفراد المجتمع. وفي النهاية تحدثنا مع الحاج مرسي وأكد أنه ليس لديه أي مطالب ولا يريد سوى الستر. قائلا " أنا مش عاوز أي حاجة غير الستر".