"أختك ماتت بغيبوبة سكر، ودفنتها عشان إكرام الميت دفنه"، بهذه الجملة دافع الشيخ عبدالرحمن، سائق توك توك، عن نفسه في الجريمة التي صدمت جميع سكان منطقة الطالبية التي شهدت مقتل سيدة على يد زوجها بسبب الخلاف على علاج مرض السرطان. الزوج البالغ من العمر 45 سنة، الذي كان ملتزم دينيا، والجميع يشهد له، رفض أن يعطي زوجته البالغة من العمر 40 عاما، قيمة التحاليل للتأكد من إصابتها أو عدم إصابتها، وفي لحظة خلاف، تحول إلى وحش أنهى حياتها بضرب رأسها في "ترابيزة"، ثم 3 ضربات بعصا خشبية على رأسها. أسرة تعيش في هدوء منذ 9 سنوات انتقلت محررة الفجر إلى منطقة الطالبية حيث تحدثت مع جيران هذه الأسرة التي تحولت حياتها فجأة وانقلبت رأسا على عقب، حيث يقول محمد عبدالحميد، أحد جيران الضحية، إن هذه الأسرة كانت تعيش معنا منذ تسع سنوات، ووالدته تعيش في الشقة أسفل الشقة التي يعيش فيها، وهو كان يعمل سائق توك توك، ولديه حوالي 7 أولاد، لا يظهر منهم في الشارع إلا الأولاد فقط، حيث كان يخرج إلى العمل، وبعدها يعود يسترييح ساعتين، ثم يعود للعمل على ال"توك توك" مرة أخرى. "المتهم كان في حاله" ويؤكد الجار أن المتهم "كان في حاله ومشوفناش منه ولا من مراته أي حاجة وحشة، ومالهمش تعامل مع أي حد في الشارع، ولا بيتخانقوا مع حد، ولم نتوقع أنه ييكون قتلها، ولما اعترف أنه قتلها مكناش مصدقين، وكنا نسمع أنها مريضة بسرطان على الرحم وكانت تريد الذهاب إلى أهلها في المنوفية لكي يعالجونها، ولكنه رفض". وعن تفاصيل يوم الحادث، يقول الجار في حديثه إلى "الفجر": منذ الساعة الحادية عشر ليلًا رأينا المتهم (الشيخ عبدالرحمن)، ومعه طبيب، فسألته: (خير يا شيخ فيه حاجة!) فقال لي: (والدتي تعبانة شوية)، وبعدها خمس دقائق، نزل الشيخ وأحد أبنائه والطبيب، فسألته: (هي عندها إية!) فرد علي قائلا: (خير خير)، ثم ركبوا (توك توك) ومشوا. "وديت أختي فين" ويتابع الجار أنه في اليوم التالي سمعنا صوت "زعيق"، حيث حضر 6 من أقارب الضحية، ووجدت شقيق الضحية، فسألني: "أنتوا شوفتوا عزاء الصبح!"، فقولت له: "لا"، وبعدها سأل المتهم وقال له: "وديت أختي فين!!"، فرد عليه بلا مبالاة وقال له: "أختك دفنتها بعد ما جات لها غيبوبة سكر، إكرام الميت دفنه وأنا مش هستناكم تيجوا من المنوفية". الجيران يفضحون المتهم "متتعبوش نفسكم معاه هو قتلها".. يضيف الجار، أن أهل الضحية بدأوا في الشجار مع المتهم، فالناس قالولهم: (متتعبوش نفسكم معاه هو شكله قتلها، روحوا بلغوا القسم، وأحنا شوفناه الساعة تسعة الصبح كان معاه خشبة وغُسل من الجامع، وسألناه: (هو فيه حاجة عندك!) فرد وأجاب: (فيه حالة وفاة في العمارة)". ويضيف الجار في حديثه إلى "الفجر"، أن المتهم حتى آخر لحظة كان متمسكا بأنها ماتت بغيبوبة سكر، ولكن عندما ذهب أقارب الضحية إلى القسم وحضرت الشرطة وتحدثوا مع القاتل فاعترف أنه قتلها بعصا خشبية وقالهم أنا موتها من غير قصد، بسبب خلافات عائلية. "ضربها برجله عشان تفوق" "سابها مغمى عليها 4 ساعات".. يستكمل الجار تفاصيل المأساة التي حدثت ويقول: "سمعنا إنها كانت مريضة بسرطان على الرحم، وكانت تريد مبلغا من المال للتأكد من إصابتها، وطلبت منه الذهاب إلى أهلها في الفيوم للكشف هناك، والتأكد من إصابتها ولكنه رفض، وهذا هو سبب المشكلة بينهما الذي حدث بسببه شجار، وضربها فسقطت على سن "الترابيزة الرخام" وسقطت على الأرض، فحاول ضربها برجله عشان تفوق، ولكنها مفاقتش، فدخل جاب الشومة وضربها 3 ضربات على دماغها، وقالها أنا هفوقك، وبعدين دخلها أوضة النوم بتاعتهم وسابها 4 ساعات مغمى عليها، وكانت بتطلع في الروح، وبعدين نزل جاب الدكتور". ويتابع الجار: ربما يكون الطبيب لا يعرف إنه ضربها على دماغها لأنها سيدة منتقبة، وربما يكون الزوج رفض أن يكشف للطبيب رأسها بحجة أنها منتقبة، واختتم حديثه قائلا: "حسبي الله ونعم الوكيل فيه، يتم الأطفال أب وأم". المتهم من عائلة ميسورة الحال تلتقط شقيقة الجار الحديث، وتقول إن الشيخ عبدالرحمن محترم ولا يتعاطى ويشرب مخدرات، وكان من عائلة ميسورة الحال، وشقيقه لديه عمارة قيمتها 2 مليون جنيه، وهذه العمارة هُدمت، وكانوا يريدون بيع أبوابها وكنا نتفاوض معهم لشراء الأبواب ولكن عملية البيع لم تتم. الضحية كانت متدينة جدا وتضيف الجارة، أن الضحية كانت متدينة جدا، لدرجة أنها كانت تضرب أطفالها الذين لا يواظبون على الصلاة، وكانت ابنتهما الصغيرة ذات السبع سنوات محجبة، مشددة على أنها فوجئت بقتل الضحية. "قالها إنتي بتمثلي" وتروي الجارة تفاصيل يوم الحادث وتقول: "سمعت إنه حدثت بينه وبين زوجته مشاجرة، ثم ضربها بعصا خشبية، فسقطت على الأرض، وبعدها قال لها: "أنتي بتمثلي!!"، ثم ضربها أكثر من مرة لكي تستفيق، فعرف أنها توفت، فأتي بالطبيب الذي كان يعرف أنها مقتولة وصمت على الموضوع ولم يبلغوا أهلها ولا شغلوا قرآن ولا أي شيء". التحقيقات تكشف تفاصيل الجريمة وباشرت النيابة العامة، بجنوب الجيزة، التحقيق في مقتل سيدة على يد زوجها بالطالبية، بسبب خلافات زوجية بينهما. وكشفت التحقيقات، أن المتهم تعدى على زوجته بالضرب المبرح حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، وقام بالاستعانة بطبيب حديث التخرج بمستوصف طبي لاصدار تصريح بالدفن. وأمرت النيابة بانتداب الطب الشرعي، لتشريح جثة المجني عليها، لاعداد تقرير واف عن ملابسات الواقعة. تمكنت الأجهزة الأمنية بالجيزة من القبض على المتهم بقتل زوجته بعدما تعدي عليها بالضرب المبرح في الطالبيه بسبب خلافات بينهما بالطالبية. كان بلاغ ورد لضباط مباحث قسم شرطة الطالبيه من شقيقان بوفاة شقيقتهم واتهام زوجها بقتلها، على الفور انتقل رجال المباحث لمكان الحادث، وبالفحص تبين وفاة ربة منزل. وبعمل التحريات أن المجني عليها توفت نتيجة تعدي عليها زوجها بالضرب بسبب خلافات أسرية، وقام بالاستعانة بطيبي حديث التخرج بمستوصف طبي لاستخراج تصريح الدفن.