لم يكد الأمريكيون يلتقطون أنفاسهم من حالة الهلع التي رافقت انتشار حالات التسمم الغذائي، نتيجة تناول أطعمة ملوثة ببكتيريا "إيكولاي" أو "السالمونيلا"، حتى أعلنت السلطات عن ظهور إصابات جديدة ناتجة عن تناول غذاء ملوث ببكتيريا "الليستيريا." وأكد مسؤولون في ولاية كولورادو أن السلطات الصحية في الولاية وجدوا علاقة بين تسع حالات إصابة بهذا النوع من البكتيريا، تم الكشف عنها مؤخراً، من بينها حالة وفاة واحدة على الأقل، وبين تناول فاكهة الشمام، أو "الكنتالوب"، إلا أنه لم يتم التأكد رسمياً من مصدر محدد أدى إلى ظهور هذه الحالات. ولم تتوقف الإصابات المكتشفة على ولاية كولورادو وحدها، بل امتدت الإصابات إلى عدد من الولايات المجاورة، ومنها تكساس التي تقع باتجاه الجنوب الشرقي، ونبراسكا في الشمال الشرقي. ويبلغ عدد حالات الإصابة ببكتيريا "الليستيريا" التي يتم تسجيلها سنوياً في كولورادو، نحو عشر حالات في المتوسط، إلا أن الحالات التسعة التي تم اكتشافها مؤخراً، ظهرت جميعها خلال شهري أغسطس/ آب الماضي، وسبتمبر/ أيلول الجاري. وقالت إدارة كولورادو للصحة والبيئة إن هذه الحالات ظهرت في مقاطعات "آدامز"، و"أراباهو"، و"بولدر"، و"دنفر"، و"دوغلاس"، و"جيفرسون"، و"لاريمير"، و"ويلد"، بافضافة إلى مقاطعة "إل باسو"، مشيرةً إلى أن أعمار المصابين تتراوح بين 30 و90 عاماً، وغالبيتهم من النساء. وخضع جميع المصابين في كولورادو للعلاج داخل مستشفيات الولاية، ورغم أن السلطات المحلية أعلنت عن وفاة اثنين من المصابين، إلا أنها أكدت أن حالة واحدة فقط أمكن التأكد أنها نتيجة الإصابة بالعدوى ببكتيريا "الليستيريا." وقال الدكتور كريس أوربينا، كبير المسؤولين الطبيين والمدير التنفيذي لإدارة الصحة العامة والبيئة لولاية كولورادو: "رغم أن التحقيق في مصدر انتشار عدوى الليستيريا ما زال مستمراً، إلا أنه من الحكمة أن يتجنب الأشخاص الذين قد يكونون أكثر عرضة للإصابة ببكتيريا الليسيتريا تناول الشمام." ويمكن للمستهلكين أن يقللوا من احتمالات تعرضهم للعدوى من خلال عدة طرق، منها تجنب تناول اللحوم إلا بعد طهيها جيداً بدرجة حرارة تصل إلى 165 فهرنهايت، أي حوالي 74 درجة مئوية، وكذلك تجنب تناول اللحوم الباردة، أو الأسماك والمأكولات البحرية المدخنة، وأيضاً الأجبان الطرية، إلا إذا كانت مصنعة من ألبان مبسترة. ومن أعراض الإصابة بعدوى الليستيريا، ارتفاع درجة حرارة المريض، والشعور بآلام حادة في العضلات، ويمكن أن تشمل الإسهال والصداع، وتصلب العنق، وأحياناً تسبب الإصابة بفقدان التركيز والتشنجات العصبية. ومن الأعراض الخطيرة التي قد يسببها داء "الليستيريوسيس"، نتيجة الإصابة بتلك البكتيريا، لدى السيدات الحوامل، إما الولادة المبكرة، أو الإجهاض، أو وفاة الجنين داخل الرحم.
