قال الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن الإسلام يجمع في رسالته كدين بين الجوانب الروحية والمادية في حياة الإنسان والمجتمعات، مشيرًا إلى أن الدين الإسلامي له طبيعة روحية خالصة وقد عزلته عن مزاحمة الأنظمة التشريعية في المجتمعات. وأضاف "الطيب" خلال تقديم برنامجه "الإمام الطيب" المذاع على فضائية "دي ام سي" اليوم الأربعاء، أن الأمة الإسلامية توصف بثلاثة أوصاف هي على الترتيب الصراط المستقيم والوسطية والشهادة على الناس، متابعًا "خاصة الوسطية التي نقرأها في قوله تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطًا لتكون شهداء على الناس) والتي تمهد بدورها للشهادة على الناس، فسر النبي الوسطى بأنه العدل، ولذلك فالأمة الوسط هي الأمة التي تتصف بصفة العدل". واستطرد "وسمى الوسط العدل لأنه نقطة متوسطة تمام التوسط بين طرفين لا تميل قيد شعره إلى أي طرف من الطرفين المتقابلين، كما أن الوسط من كل شيء أعدله وأفضله، وكل وسط خير أفضل من طرفيه دائما، كما أن العدل فضيلة لأنه وسط بين رذيلتين الظلم والمحاباة". واستكمل حديثه "القرآن الكريم حين يصف الأمة الإسلامية بأنها أمة الوسط أنها أمة العدل لا يعني أنه وصفًا ثابتًا لكل فرد من أفراد الأمة ولا يعني أن كل فرد عادلًا، ولكن ما جاء في القرآن الكريم هو ثبوت وصف العدل لمجموع الأمة وليس جميعها". وأوضح شيخ الأزهر أن العدل وصفًا للأمة في مفهومها وعنوانها العام وليس وصفًا باعتبار أفرادها، مستطردًا "وهذا ما يكسبها الحصانة من الخطأ والضلال، ولكن إجماع هذه الأمة معصوم من الخطأ بسبب التعديل الإلهي لها لأن الله أخبر بأنها أمة عدول ولولا ما أخبرنا به الله وصدق النبي صلى الله عليه وسلم القرآن لما تميزت الأمة الإسلامية بميزة التعديل أو الوسط".