اختتمت الكنيسة القبطية، اليوم، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أول أصوامها المُتصلة في 2021، وهو صوم يونان النبي، والذي استغرق 3 أيام. ويعتبر دير الانبا بيشوي هو ملجأ الباباوين الحالي تواضروس الثاني، والراحل شنودة الثالث، فكلاهما اعتبراه الدير المفضل حيث خرج البابا الحالي من رحمه، بعدما كان راهبًا به باسم الراهب ثيؤدور الأنبا بيشوي، وفضلَّ البابا الراحل أن يُدفن فيه وهو ما حدث فعليًا. دير الانبا بيشوي الراهب "س. الانبا بيشوي"، طلب عدم ذكر الاسم، احتراما لقرارات المجمع المقدس بعدم ظهور الرهبان في الإعلام، قال في تصريحات خاصة إن دير القديس العظيم الأنبا بيشوي المعروف بدير الأنبا بيشوي، هو دير قبطي أرثوذكسي، ويُعَد أكبر الأديرة العامرة بوادي النطرون الواقع غرب دلتا النيل شمال مصر، ورئيس وأسقف الدير الحالي هو الأنبا صرابامون. ويُنسب هذا الدير إلى الأنبا بيشوي الذي كان تلميذًا للأنبا مقار، وأنشأه بقيادته لمجموعة من الرهبان أواخر القرن الرابع الميلادي، وتبلغ مساحته نحو فدانين، ويضم خمس كنائس، أكبرها "كنيسة الأنبا بيشوي" أكبر كنائس وادي النطرون، بجانب مبنى للضيافة وحديقة واسعة ومكتبة والمائدة الأثرية وبئر الشهداء، بجانب العديد من القلالي التي يقطن بها الرهبان. بدأ كتجمع رهباني ويقول موقع كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت الحبشي بالاسكندرية، والمُتخصص في شؤون الأقباط، إنه يعود إنشاء دير الأنبا بيشوي في بداياته الأولى كتجمع رهباني بقيادة الأنبا بيشوي إلى أواخر القرن الرابع الميلادي، وعاصر بناؤه القديس مقار الكبير، وكان آنذاك عبارة عن مجموعة قلالي (وهي مساكن الرهبان) وكنيسة في الوسط تحيط بالمغارة الصخرية التي عاش فيها الأنبا بيشوي وذلك دون بناء أسوار. وأضاف، أنه قد دُمرت هذه الكنيسة في القرن الخامس الميلادي بسبب غارة على الأديرة عام 407، ورغم إعادة بناءها؛ إلا أنها دُمرت مرة أخرى في الغارتين التاليتين عامي 434 و444، وتعرض أيضًا هذا الدير للتخريب أثناء غارة رابعة للبربر قرب نهاية القرن السادس الميلادي، على التجمعات الرهبانية بوادي النطرون، وكانت مبانيه الأساسية آنذاك هي الكنيسة والحصن. وقد أعيد بناؤهما في عهد البابا بنيامين الأول عام 645 (منذ 1375 سنة)". وتابع، أنه في عام 817 م، تخرب الدير مرة أخرى أثناء غارة البربر الخامسة، ولكن تم تعميره وإصلاحه في عهد البابا يعقوب الأول، وأكل تعميره البابا يوساب الأول وأعاد أجساد القديسين الأنبا بيشوي والأنبا بولا الطموهي إلى الدير، كما أعاد بناء الكنيسة والدير بصفة عامة، لذا فإن المبنى الرئيسي لكنيسة الدير الرئيسية الحالية يرجع إلى عام 840 م، وفي عام 1069 (منذ 951 سنة)، تعرض الدير لغزو البربر اللواتيين. في العصر الحديث وعاد الراهب "س. الانبا بيشوي"، وقال إنه في عام 1319 م، تم ترميم الدير في عهد البابا بنيامين الثاني، وقد دفن في الجهة القبلية بالكنيسة الكبرى بالدير، وقد زاره عدد من الرحالة والمؤرخين الذين كتبوا عنه، أمثال المقريزي في القرن الخامس عشر الميلادي، وقد قال عنه إنه كبير جدًا، ولكن لا يوجد شيء على حالته. وفي عهد البابا شنودة الثالث، قام بحركة تجديد واسعة للدير، فقد أمر بتجديد القلالي، وأعاد ترميم بئر الماء الذي غسل فيه البربر سيوفهم بعد أن قتلوا شيوخ شهيت التسعة والأربعون، كما أضاف للدير قرابة 300 فدان من الصحراء المحيطة به لأجل استصلاحها، بالإضافة إلى القلاية البطريركية الخاصة به، وأمر كذلك بإدخال الكهرباء للدير.