من المعروف أن الفرق الطبية التى تعالج مصابى فيروس كورونا تبذل أقصى مجهوداتها فى إيجاد علاج أملًا فى تحجيم نسبة الإصابات التى غزت دول العالم المختلفة، حتى أن البروتوكول العلاجى يتم تغييره كل ثلاثة أشهر وفقًا لسلالات كورونا التى تهاجم المواطنين. وإزاء تلك المجهودات، إضافة إلى محاولة الدولة لتوفير اللقاح، ظهرت فئة من منتحلى صفة «الأطباء» الذين يصطادون فى الماء العكر مستغلين الجهل بعلاج هذا الفيروس، ليصفوا عقاقير طبية وخلطات طبيعية، من أجل التربح وسط استغلال للسوشيال ميديا التى أصبحت ملاذًا للنصب كونها دون رقيب أو حسيب. وتغزو الصفحات والجروبات مواقع التواصل الاجتماعى، والتى تقوم بالترويج لتلك الوصفات والخلطات تحت عنوان: «علاج كورونا»، رغم أن تلك الأدوية مغشوشة ومرتفعة الأسعار، حيث رصدت «الفجر» تلك الصفحات وتواصلت مع ضحاياها للتعرف على تأثيرها عليهم من الناحية الصحية. ووجدنا عبر تلك الصفحات أفرادًا ينتحلون صفة «أطباء» يصفون عقاقير علاجية لكورونا، مثل جروب: «علاج مصابى كورونا»، الذى يديره شخص يُدعى العيسوى عاطف، وبالبحث عنه وجدنا له عدة نشاطات لبيع أدوية كورونا على صفحات متعددة ويستقبل استفسارات المرضى ويرد عليهم، حيث يقوم ببيع حقن «ريمديسفير» للحالات البسيطة بالرغم من خطورتها المعروفة، ويدعى أنه يعالج حالات كورونا فى ثلاثة أيام فقط. وبالتواصل معه أكد أن لديه خلطة هائلة بجانب حقن «الريمديسفير» من العسل والكركمين وأعشاب برية أخرى تقضى على فيروس كورونا فى ثلاثة أيام بمبلغ 1000 جنيه دون الحاجة إلى أدوية أخرى. وهناك آلاف الصفحات التى تعلن وبشكل يومى عن مفاجآت اكتشاف علاج بينها: صفحة «شوبينج أونلاين» معلنة عن توافر علاج تركى يسمى «جينوكسين» يقضى على الفيروس فى دقيقة واحدة بمبلغ 3000 جنيه، وغيرها من الأدوية المستوردة والتى يدعى مروجيها أنها تعالج كورونا وترتبط بعلاج أمراض مناعية ليس لها علاقة بكورونا فى الأصل وتباع بثلاثة أضعاف أسعارها. وهناك العديد من الضحايا الذين وقعوا فى «فخ» النصب على السوشيال ميديا وادعاء المعرفة واكتشاف علاجات تقضى على الفيروس، حيث أكد «م.ن» 35 عامًا أنه تواصل مع أحد الأطباء على «الفيسبوك» والذى ادعى أن لديه بروتوكولاً علاجياً فعالاً يقضى على كورونا ويمنع تكرار الإصابة بمبلغ 2500 جنيه. واحتوت الشنطة على بخاخة «نازونكس» و«فليكسونيز» و14 حقنة «ديكسا ميسازون» على أن تؤخذ الجرعة لمدة أسبوع، بجانب فيتامين سى، وبعد الاستمرار على الجرعة تعرضت الحالة لغيبوبة سكر بالرغم من عدم إصابتها بمرض السكرى من قبل، بينما أفاد الطبيب بأنه «عرضى» بسبب الإصابة، وتم نقلها لمستشفى عزل بهتيم، التى بدورها أكدت وجود سوائل متراكمة بالرئة نتيجة أدوية خاطئة. وتعرض الطفل «س.ح» 6 سنوات إلى تسمم حاد، وتم نقله لمستشفى عين شمس التخصصى بعد تعاطيه 7 أقراص من فيتامين «سنترام» الذى يباع على صفحة «الصيدلية» بمبلغ 650 جنيهًا، بهدف حمايته من الإصابة بسبب مخالطته لوالده المصاب، من جانبها، استنكرت جيهان محمد، طبيبة الصدر، حالة الانسياق وراء تلك الخلطات والعقاقير التى تسبب فشل كلوى وخلل فى وظائف الكبد، وتدهور كبير فى حالات كورونا، ونصحت أى شخص لديه أعراض كورونا التوجه فورًا لمستشفيات وزارة الصحة أو طبيب موثوق به، وعدم اتباع نصائح خارجية. وأكدت أنه حتى الآن لم يتم العثور على دواء لكورونا، وما يعتمد عليه الأطباء هو الاجتهاد من أجل تغطية الأعراض وتقوية المناعة، ويتم تغيير بروتوكول العلاج كل 15 يوما تقريبًا، وما يناسب شخص لا يناسب حالة أخرى، والسبب وراء ارتفاع حالات الوفيات فى مصر هو التأخر فى اللجوء للمستشفيات أو العلاج بدون استشارة طبيب.