في الساعات الأخيرة، فشلت مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا في الوصول لاتفاق مرضي لكافة الأطراف ليحقق السد مهمته دون المساس بحقوق القاهرة والخرطوم. وشارك وزراء الخارجية والمياه في مصر والسودان وإثيوبيا، الأحد، في اجتماع سداسي عقد برئاسة وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، بصفتها الرئيس الحالي للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي. اعتراضات مصرية إثيوبية وقد أخفق الاجتماع في تحقيق أي تقدم بسبب خلافات حول كيفية استئناف المفاوضات والجوانب الإجرائية ذات الصلة بإدارة العملية التفاوضية. وسبب الاخفاق تمسك السودان بضرورة تكليف الخبراء المُعينين من قبل مفوضية الاتحاد الأفريقي بطرح حلول للقضايا الخلافية وبلورة اتفاق سد النهضة، وهو الطرح الذي تحفظت عليه كل من مصر وإثيوبيا، فيما تحفظت إثيوبيا ومصر على الطرح السوداني بتكليف خبراء الاتحاد الإفريقي بطرح حلول للقضايا الخلافية بشأن سد النهضة. التفاوض الجزئي سبب الأزمة وعلق الإعلامي عمرو أديب، علي إعلان السودان فشل مفاوضات سد النهضة مع الجانب الإثيوبي، متابعا: "إن مفاوضات السد وصلت لحارة سد، والسودانيين قالوا إحنا بندور في دايرة مش بنخرج منها". واستطرد: "وصلنا لمرحلة صعبة.. ومفيش فايده مع أثيوبيا لأنها تفاوض بشكل جزئي، ومصر والسودان عايزين اتفاق شامل". مرواغات آبي أحمد ومن جانبها، أكدت الدكتورة هبة البشبيشي، خبيرة الشئون الإفريقية والإثيوبية، أن مفاوضات سد النهضة اصطدمت اليوم بحجر عثرة جديد، ولكنها لم تفشل بشكل نهائي رغم كل الاستفزازات الإثيوبية المستمرة. وفي تصريحات تليفزيونية، قالت هبة البشبيشي، إن آبي أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبي، يستخدم الصراعات الداخلية ومفاوضات سد النهضة لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، معتمدًا على أسلوب المراوغة، وأن إثيوبيا دولة فيدرالية، وتعتمد على التكتلات والعرقيات، منوهة بأن آبي أحمد يكافئ قبائل الأمهرة على حساب مصر. وأضافت خبيرة الشئون الإفريقية والإثيوبية أن دور جنوب إفريقيا في ملف سد النهضة كان صادما، وهناك تطلع لدور قوي وجيد من الكونغو التي ستتسلم رئاسة الاتحاد الإفريقي في فبراير المقبل، وهي دولة قوية إذا لم تخضع لضغوط من جنوب إفريقيا، ولديها القدرة على حل أزمة سد النهضة. وأجرت الدول الثلاث جولات عدة من المحادثات منذ أن شرعت إثيوبيا في تنفيذ المشروع في عام 2011، لكنها فشلت حتى الآن في التوصل إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل الخزان الضخم خلف سد النهضة الكهرمائي الذي يبلغ طوله 145 مترا، وانتهت أخر جولة مفاوضات عقدت من طريق الفيديو في أوائل نوفمبر، بدون إحراز أي تقدم. يذكر أن نقاط الخلاف بين الدول الثلاثة خلال الفترة الحالية تركزت حول عملية ملء بحيرة السد في فترات الجفاف، وآلية فض المنازعات، ومدى إلزامية الاتفاقيات التي سيتم التوصل إليها، ويرعى الاتحاد الأفريقي الجولة الأحدث من هذه المناقشات، وسط تعثر في التوصل للاتفاق بسبب عدم التوصل لمسودة موحدة حول النقاط الخلافية لتقديمها لرئاسة الاتحاد الأفريقي.