فوز المرشح الديمقراطي، جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، أثار قلق المراقبين من أجندته والسياسة التي سيتبعها مع الخارج، والدول العربية، خاصة وأن حزبه كان داعم لجماعة الإخوان في وقت سابق، وتساءل الكثيرين حول شكل العلاقة بين القاهرة وواشنطن خلال حكمه والذي سيستمر لمدة 4 أعوام مقبلة. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي من أوائل المهنئين لبايدن بعد فوزه، في الإشارة إلى بداية فترة جديدة من التعاون بين الدولتين على أساس التعاون الوثيق في العديد من المجالات، والتطلع للعمل المشترك من أجل تعزيز العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين مصر والولاياتالمتحدة. العديد من المراقبين يرون أن سياسة بايدن تجاه مصر ستكون امتدادا لعصر الرئيس الأمريكي الاسبق، باراك أوباما، على اعتبار أن بايدن كان نائبه، وربما سيتولي كبار المسئولين في ظل حكومة أوباما المناصب من جديد، والذين اتخذوا موقفا ضد القاهرة في وقت سابق، وهو ما سيؤثر على العلاقات مع مصر. على صعيد آخر، يرى آخرون أن العلاقات مع الولاياتالمتحدة لن يحدث بها تغيير، بل قد يحدث مزيد من التعاون حول الاستثمارات بمصر، في وقت تتجه في القاهرة نحو الانفتاح واستقبال المزيد من المستثمرين. ويرى المحلل السياسي والخبير بالشئون الخارجية، عبد المنعم حلاوة، أن هناك مفاجآت مقبلة وخطوات استباقية ستشهدها العلاقة بين مصر والولاياتالمتحدة في عهد بايدن. وأضاف أن والقادم سيتعامل معنا بطريقتنا، والعمل يسير وفقا لخطة وإدارة استراتيجية طويلة الأجل. وبين ان العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدة شهدت تعاون وثيق خلال الفترة الماضية، ومن المتوقع أن يزيد ذلك التعاون خلال الحكومة المقبلة. وبرزت تصريحات بايدن أثناء ثورات الربيع العربي في 2011، والتي أظهرت حجم الاختلاف بين بايدن وأوباما، حيث كان بايدن، يراقب الحماسة الثورية في مصر بقلق، وأعرب عن تعاطفه مع رغبة شباب مصر في تأسيس ديمقراطية حقيقية والمزيد من الفرص الاقتصادية. ووعد بايدن خلال حملته الانتخابية بإلغاء ما يعتبره الكثيرون عنصرًا أساسيًا في سياسة ترامب الخارجية، وهو غض الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان، وإن كان يرى البعض تلك التصريحات تدخلا في شئون الدول. ويؤكد العديد من الخبراء أن بايدن سيصب تركيزه خلال الفترة المقبلة على شئون البلاد الداخلية بسبب انتشار أزمة كورونا، والتي أثرت بالسلب على الاقتصاد الأمريكي. وأوضحو وفقا لعدد من الصحف العالمية وأبرزها شبكة "سي إن إن" الأمريكية، وصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، أن باين لن يحذوا سياسة أوباما في سياسته تجاه القاهرة، لأسباب عديدة، أهمها اختلاف الظروف، فمصر الآن تشهد استقرار على كل الأصعدة، واستراتيجية واضحة في التعامل مع الدول، كما أن الولاياتالمتحدة تعاني العديد من الأزمات التي تسبب بها الرئيس الأمريكي المنتهي ولايته، وأبرزها العنصرية التي تسببت في احتجاجات ضخمة خلال الفترة المقبلة.