قال الدكتور ضياء القوصي، مستشار سابق بوزارة الموارد المائية، إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن سد النهضة كانت بمثابة إلقاء حجر في بركة من الماء الراكد. وأشار "القوصي"، خلال اتصال هاتفي ببرنامج "صباحنا مصري" المذاع عبر قناة مصر الأولى، اليوم الخميس، إلى أن اجتماع الرئيس عبدالفتاح السيسي مع رئيس مجلس السيادة السوداني هاما للغاية، معتبرا أن هذا اللقاء يعكس دخول مصر والسودان جولة المفاوضات الجديدة كصوت واحد. وأضاف أنه يجب أن يعلم الجميع أن النيل الأزرق ليس نهر أثيوبيا، حيث أن النهر الأزرق ليس نهر أثيوبيا، بل هو نهر دولي عابر للحدود تشترك فيه مصر والسودان مع أثيوبيا، مؤكدا أن المياه بالنسبة لمصر والسودان مسألة حياة، ولا يملك طرف في مصر ترف التنازل عن مللي من حصة مصر من المياه. إقرأ أيضا.. شاركت مصر فى اجتماع وزراء الخارجية، والموارد المائية والري، من مصر والسودان وإثيوبيا، الذى عقد، اليوم الثلاثاء، برئاسة وزيرة خارجية جنوب إفريقيا، وبمشاركة مراقبين من أعضاء هيئة مكتب الاتحاد الإفريقى، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدةالأمريكية، وذلك من أجل التباحث حول كيفيه إعادة إطلاق المفاوضات حول سد النهضة الإثيوبي، بعد أن توقفت منذ نهاية شهر أغسطس الماضي. وجاءت مشاركة مصر في هذا الاجتماع، تأكيدا لاستعدادها للانخراط في مفاوضات فعالة وجادة بين الدول الثلاث، من أجل تنفيذ مقررات اجتماعات هيئة مكتب الاتحاد الإفريقي على مستوى القمة، والتي وجهت الدول الثلاث بالتفاوض من أجل إبرام اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، يحقق مصالحها المشتركة ويؤمن حقوقها المائية. استكمال تجميع وتنقيح مسودة اتفاق سد النهضة وخلال الاجتماع، أكدت مصر على أهمية تنفيذ مقررات اجتماعات هيئة مكتب الاتحاد الإفريقي بالتوصل إلى إتفاق قانوني مُلزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث، ويؤمن مصالحها المائية. وانتهى الاجتماع إلى قرار بأن يوجه الجانب السوداني الشقيق، بوصفه الدولة التي تتولي الرئاسة الدورية لاجتماعات الدول الثلاث، الدعوة لعقد اجتماعات تمتد لمدة أسبوع، بهدف استكمال تجميع وتنقيح مسودة اتفاق سد النهضة، والتي كانت الدول الثلاث قد بدأت في إعداده، خلال جولة المفاوضات الأخيرة، وذلك من أجل التشاور حول السبيل الأمثل لإدارة المفاوضات خلال الفترة المقبلة. مصر مستعدة للتفاوض كان المهندس محمد السباعي، المتحدث باسم وزارة الموارد المائية والرى، قد قال إن هذا الاجتماع يأتى تنفيذا لمخرجات اجتماعات هيئة مكتب الاتحاد الإفريقي التي عقدت على مستوى القمة، وكذلك الاجتماع السداسى لوزراء الخارجية والمياه بالدول الثلاث، الذى عُقد يوم 16 من شهر أغسطس الماضي، والذى كلف الدول الثلاث بالتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق قانونى مُلزم يُنظم عمليتى ملء وتشغيل سد النهضة. وأكد السباعي أن مصر مستعدة للتفاوض بجدية من أجل إنجاح هذه المحادثات، والتوصل إلى اتفاق عادل متوازن يحقق مصالح الدول الثلاث. وأعرب متحدث وزارة الموارد المائية والرى عن تقديره للجهد الذى تبذله جنوب إفريقيا في رعاية هذه المفاوضات والاهتمام الذى توليه لهذا الملف الحيوى الذى يمس مصالح الدول الثلاث ومقدرات شعوبها. مصر والسودان متمسكتان بالتوصل لاتفاق قانوني واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء الماضي، بقصر الاتحادية، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني. وخلال اللقاء، تم التباحث حول مجمل القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل، كما تم استعراض تطورات ملف سد النهضة في ضوء الموقف الحالي للمفاوضات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا تحت رعاية الاتحاد الإفريقي، حيث تم التوافق حول الأهمية القصوى لقضية المياه بالنسبة للشعبين المصري والسوداني باعتبارها مسألة أمن قومي، ومن ثم تمسك البلدين بالتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد، ويحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف.
