تستحق مصر جائزة المخطوطة الفخرية للموئل من قبل برنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية التى اعتمدت فى 1989، وتعد هذه المخطوطة أهم جائزة للتجمعات البشرية فى العالم. كلمة مَوْئِل تُعنى الملجأ، الملاذ، المأوى، السكن اللائق والملائم الذى يجب توفيره للسكان، وعلى الأخص للذين يعيشون فى ظروف سكنية غير لائقة كالفقراء والمشردين والمهمشين وسكان العشوائيات فى المجتمعات المختلفة. إن السكن حق من حقوق الإنسان لذلك حددت الأممالمتحدة يوم الاثنين من الأسبوع الأول من شهر أكتوبر من كل عام يوماً عالميا للموئل للتنبيه بالمسئولية تجاه توفير مأوى ملائم لكل إنسان تتوافر فيه الخدمات ووسائل الحماية والرعاية. أوضحت المنظمة أن أزمة كوفيد 19 كشفت حقيقة مهمة وهى أن المنزل أكثر بكثير من مجرد سقف لكى نشعر بالأمان ونتمكن من الاستمرار فى العيش والعمل والتعلم بل يجب أن يكون المنزل آمناً يسمح بالوصول إلى الخدمات الأساسية والبنية التحتية لتدابير النظافة والحصول على مساحة كافية للتباعد الجسدى. فالحصول على المياه النظيفة، وخدمات الصرف الصحى، واحترام التباعد الاجتماعى، والبقاء فى المنزل هى من الإجراءات الوقائية الصحية الضرورية، ومن أهم التدابير المتخذة لمواجهة جائحة كورونا. والحقيقة أنه يصعب تنفيذ هذه الإجراءات فى الأحياء الفقيرة التى لا تتوافر لها الخدمات الأساسية المذكورة سلفا، مما يؤدى إلى خطر انتشار العدوى ليس داخل تلك الأحياء فقط بل فى مدن كاملة، إضافة إلى ما يترتب على ذلك من انتشار الأمراض والأوبئة المختلفة بين سكان تلك الأحياء. بناء عليه أعلنت منظمة الأممالمتحدة شعار الإسكان للجميع: مستقبل حضرى أفضل «عنوانا للاحتفال باليوم العالمى للموئل 2020م». وذلك للتأكيد على أن توفير السكن المناسب والشامل، ميسور التكلفة يمثل مفتاح التحول المستدام لمدننا ومجتمعاتنا، كما يعتبر الإسكان هو الأساس لصحة الناس وكرامتهم وسلامتهم ورفاههم وإدماجهم. إن إصرار القيادة السياسية على نقل سكان العشوائيات الخطرة إلى تجمعات سكانية جديدة تتوافر فيها الكرامة والرفاة والسلامة والصحة والشمول، وتمهد للاندماج الاجتماعى والاقتصادى. أمر غير مسبوق محليا أو إقليميا، كما أن إنشاء مجتمعات سكانية متكاملة جديدة على أرض مصر يعد نموذجا فريدا على المستوى الدولى. إن حرص القيادة السياسية على تنسيق التعاون بين الحكومة ومنظمات المجتمع المدنى ممثلة فى بعض الجمعيات الأهلية التى تخدم فى ميادين الرعاية الاجتماعية، فى سبيل إنشاء وتجهيز وحدات سكنية كاملة التجهيز لسكان العشوائيات وتسليمها لهم بدلا من المواقع والهياكل التى كانوا يعيشون فيها. خير دليل على تفوق مصر فى توفير مشروعات الإسكان للأكثر احتياجا من المواطنين، فالمشروعات الجديدة تتميز بالشكل الجمالى الرائع، والوحدات السكنية التى تلبى طموحات السكان إضافة إلى مساحات الحدائق والفراغات، والخدمات والمحتوى. من المسلم به أن المجتمعات والأحياء السكنية التى تم إنشاؤها وتسليمها للسكان تم تصميمها بشكل جمالى وراقٍ بما يضاهى الأحياء الراقية (إن جاز التعبير). سبق أن كتبنا عن مشروع الأسمرات بمراحله الثلاث التى تعتبر واحة رائعة للسكان والمنطقة المحيطة بها سواء من حيث الشكل أو المضمون أم من حيث جودة الخدمات مما يجعلها تؤسس لأحياء ومدن المستقبل. إن إنشاء الأحياء والتجمعات السكنية الجديدة على هذا النحو الراقى الذى يلبى كافة الاحتياجات للشرائح المختلفة، ووضع الحكومة لخطط عمل للتنفيذ والمتابعة والصيانة بهدف الارتقاء بمستوى السكان خاصة سكان العشوائيات، مع إنشاء مساكن جديدة إنما يجعل مصر فى مكانة تستحق جائزة اليوم العالمى للموئل. www.bahaahelmy.com