أثرياء كورونا.. نمو أرباح «فورى» 135% وزيادة الطلب على منصة جوميا 120%

80% ارتفاعًا فى التسوق عبر الإنترنت
بدأت قطاعات من البيزنس فى حصد مكاسب جائحة كورونا فى مصر، وذلك بعد مرور ما يقرب من 6 أشهر من تفشى الفيروس، وتتوقع مجموعة من المراكز الاقتصادية بدء مرحلة التعافى من سبتمبر المقبل وحتى يونيو 2021.
وكان الدكتور محمود محيى الدين، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتمويل التنمية، النائب الأول لرئيس البنك الدولى سابقًا، قد أشار إلى أن أزمة الفيروس ستخلف أغنياء مثلما شهد العالم بعد الحروب.
وهو ما أكدته نتائج أعمال شركات والإعلان عن توسعات والحصول على تمويلات استفادت منها قطاعات مختلفة خلال الفترة القليلة الماضية، وذلك بالرغم من الخسائر التى طالت معظم الأعمال بسبب كورونا.
وتأتى المدفوعات الإلكترونية على رأس القطاعات الرابحة، وأيضاً الصحة، والاتصالات، والإنترنت، والغذاء، والألعاب الإلكترونية، ومنصات البث، والتجارة الإلكترونية، إلى جانب القطاعات التقليدية التى تعتبر وعاء استثمارياً مثل الذهب والعقارات.
1- المدفوعات الإلكترونية
استفاد قطاع الاقتصاد الرقمى من أزمة كورونا بشكل كبير من حيث النمو والانتشار وزيادة الإقبال عليه فى ظل الإجراءات الاحترازية، ما أدى لازدهار التجارة الإلكترونية وخدمات الطلب أونلاين والدليفرى.
وأصدر البنك المركزى عدة قرارات تشجيعية لتحفيز المواطنين على استخدام التكنولوجيا المالية، منها إلغاء رسوم استخدام ماكينات الصراف الآلى، وأيضاً رسوم نقاط البيع فى السوبر ماركت والصيدليات وغيرها، بالإضافة للتحويلات بالجنيه، والحث على استخدام الإنترنت بانكنج والمحافظ الذكية.
وعملت الدولة على تشجيع المدفوعات الإلكترونية من خلال كارت ميزة للتعامل مع المؤسسات الحكومية وسداد الفواتير والضرائب وغيرها.
كما قرر البنك المركزى الأسبوع الماضى السماح للبنوك بتملك أسهم فى شركات الدفع الإلكترونى أو تأسيسها بلا حد أقصى، ومن المتوقع أن يعقب ذلك زيادة فى الاستثمارات فى هذا المجال.
وحققت شركات مثل فورى ومصارى وأمان وخدماتى أرباحاً خلال الفترة الماضية، وشهدت فورى أكبر منصة دفع إلكترونى فى مصر نمواً فى تعاملات السداد والدفع أونلاين عبر الهواتف المحمولة والإنترنت البنكى مرتين ونصف المرة أى 250% خلال شهور فيروس كورونا، خاصة فيما يتعلق بسداد فواتير الإنترنت والاتصالات وخدمات الحكومة.
وارتفعت أرباح الشركة حتى 30 يونيو الماضى بنسبة 135.5% على أساس سنوى بدعم نمو الإيرادات، وبلغت الأرباح 85.9 مليون جنيه خلال الستة أشهر الأولى من العام الحالى، مقابل 36.4 مليون جنيه فى 2019، وصعدت الإيرادات من 373 مليون جنيه إلى 549 مليون جنيه.
وأعلنت شركة ممكن للدفع الإلكترونى عن زيادة 20% فى حجم التحصيلات وعمليات الدفع منذ بداية مارس حتى الآن، ووقعت المجموعة المالية هيرميس شراكة فى أبريل الماضى مع شركة بيتابس العاملة فى مجال التكنولوجيا المالية لإطلاق شركة بيتابس مصر لتقديم خدمات الدفع الإلكترونى والرقمى.
وحصلت منصة مانى فيلوس على تمويلات جديدة بقيمة 4 ملايين دولار، وهى منصة لتنظيم الجمعيات المالية ولديها 150 ألف مستخدم، وتنوى التوسع فى مصر، وتقدم مجموعة من الخدمات الجديدة.
2- التجارة الإلكترونية
وكشفت أحدث دراسة لشركة فيزا عن تأثير فيروس كورونا على المدفوعات الرقمية فى مصر، عن ارتفاع عدد مستخدمى الدفع غير التلامسى بنسبة 78%، وزيادة عدد المتسوقين عبر الإنترنت بحوالى 80%، وارتفاع عدد المستهلكين الذين يدفعون من خلال الإنترنت بالبطاقات والمحافظ الإلكترونية بنسبة 20%. وقدرت دراسة لمعهد التخطيط القومى، ارتفاع الطلب على التجارة الإلكترونية مع انحسار التعامل مع المتاجر التقليدية والخوف من تفشى الفيروس بنسبة 50%، مشيرة إلى ارتفاع مبيعات الأقنعة بمعدل 590%، والمطهرات 420%، والقفازات 151%، والصابون 33%.
بينما قدرت شركة جوميا مصر للتجارة الإلكترونية التى تتصدر القطاع فى مصر حجم الارتفاع فى التعاملات منذ مارس إلى يونيو الماضى بنسبة 80%، كاشفة عن زيادة حجم الطلب على منصة الشركة للمدفوعات الإلكترونية خلال الربع الأول من العام الحالى بنسبة تجاوزت 120%، مع دخول شرائح جديدة من المستهلكين لأول مرة.
3- شركات الاتصالات والإنترنت
وخلقت كورونا طلباً كبيراً على استخدام الاتصالات وخدمات الإنترنت فى المنزل مع الاتجاه للعمل عن بعد، وأيضاً التعليم عبر المنصات الإلكترونية ما أدى لانتعاش القطاع. وتصدرت الشركة المصرية للاتصالات المكاسب، حيث ارتفع عدد عملاء الإنترنت فائق السرعة الثابت بنسبة 14% إلى 6.3 مليون مشترك بنهاية النصف الأول من العام، مع زيادة عدد عملاء المحمول إلى 6.7 مليون عميل بنسبة 58%، ومشتركى الهاتف الثابت بنسبة 20% ليصل إلى 9.9 مليون خط أرضى. وحققت الشركة أرباحا قيمتها 2 مليار جنيه حتى النصف الأول من العام، وإيرادات بقيمة 15 مليار جنيه بنسبة نمو 18% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، وذلك بدعم من إيرادات خدمات البيانات البالغة 37%.
وحققت شركة أورانج إيرادات بقيمة 8.3 مليار جنيه بنهاية النصف الأول من العام، مقارنة مع 7.8 مليار جنيه بزيادة 6.3%، فى حين بلغت قيمة إيرادات شركة فودافون مصر فى مارس الماضى 24.8 مليار جنيه بنسبة نمو 23.5% مقارنة بالعام الماضى، وسجلت أرباحا بلغت 8.5 مليار جنيه بنسبة نمو 25%.
وسجلت شركة اتصالات مصر إيرادات بقيمة 4.3 مليار جنيه بنهاية الربع الأول من العام الحالى مقارنة مع 3.4 مليار جنيه، بنسبة زيادة 22.5%، وبلغت الأرباح الصافية 2.2 مليار جنيه، بهامش ربح 17%.
4- شركات الأغذية
وحافظت شركات الصناعات الغذائية على مكاسبها نتيجة زيادة المبيعات مع ارتفاع الطلب واتجاه المواطنين للتخزين فى بداية انتشار الفيروس فى مصر.
وتأتى جهينة المعتمدة على قطاع اللبن على رأس الشركات المستفيدة، والتى ارتفعت أرباحها بنسبة 29% خلال نفس الفترة لتحقق 231 مليون جنيه مقابل 179.6 مليون جنيه، وبلغت المبيعات قيمة 3.6 مليار جنيه، بالإضافة إلى شركة عبور لاند المعتمدة على إنتاج الجبن، والتى حققت 10% نمواً فى صافى الأرباح، لتصل إلى 140 مليون جنيه بالنصف الأول من العام، مع زيادة المبيعات إلى 1.2 مليار جنيه.
من ناحية أخرى تسبب فيروس كورونا فى تحول شريحة من المستهلكين إلى السجائر المحلية بدلاً من المستوردة، وذلك بنسبة تقدر ب 30% بالتزامن مع انخفاض الدخول، بجانب إغلاق المقاهى والكافيهات، واتجاه مدخنى المعسل إلى السجائر المحلية أيضاً، وهو ما نتج عنه ارتفاع فى أرباح الشركة الشرقية للدخان - إيسترن كومبانى خلال الربع الأول من العام بنسبة 5%، لتسجل 914 مليون جنيه، مع ارتفاع الإيرادات بنسبة 8% لتصل إلى 3.7 مليار جنيه.
5- المنصات والألعاب
كشف أحدث تقرير للجهاز القومى لتنظيم الاتصالات عن أرباح منصات البث والألعاب الإلكترونية خلال فترة انتشار كورونا فى مصر، وذلك مع زيادة استهلاك الإنترنت بنسبة 87% والبقاء لفترة أطول فى المنزل وتضاعف استخدام التطبيقات إلى 15 ساعة يومياً. وأشار الجهاز إلى ارتفاع نسبة استخدام تطبيقات الألعاب بنسبة 96%، ومنصة نتفيلكس العالمية بنسبة 69%، ومنصة يوتيوب 41%، ومنصة شاهد 40%.
من ناحية أخرى شهدت المنصات الصحية الرقمية زيادة فى التعاملات، وعلى رأسها منصة شيزلونج للصحة النفسية التى أعلنت عن نمو بنسبة 31% فى عدد الجلسات النفسية بسبب أزمة كورونا، بينما أعلنت منصة فيزيتا عن نيتها لتسريع تقديم خدمات الرعاية الصحية عن بعد فى باقى أسواق الشرق الأوسط.