"توحيد بوابات الشواطئ وإحياء التراث اللامادي".. الإسكندرية تستعد لمشروع الهوية البصرية

تستعد محافظة الإسكندرية إلى تطبيق مشروع الهوية البصرية الذي يعمل على توحيد النسق العام داخل الميادين والكورنيش والمباني، بالاعتماد على أحياء تراث المدينة الفريد النابع من تاريخها، وذلك تفعيلا للمبادرة الرئاسية للهوية البصرية والبروتوكول الذي تم توقيعه بين محافظة الإسكندرية والجامعة الألمانية في فبراير 2020.
المشروع
وقالت الدكتورة جاكلين عازر نائب محافظ الإسكندرية إن مشروع الهوية المصرية هي مبادرة رئاسية، أطلقت في المؤتمر الوطني للشباب عام 2018، كانت مبادرة من الجامعة الإلمانية بالقاهرة، قد تبناها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لكي تعمم على جميع المحافظات.
وأوضحت في تصريح إعلامي أن المبادرة بدأت في الإسكندرية في شهر يناير الماضي، وأنه قد تم البدء التواصل مع الجامعة الإلمانية، للتباحث حول ما سوف يتم تقدمه في المحافظة، ووفق ما يطمح إليه الشعب السكندري في رؤية مدينته.

وأنه تم توقيع بروتوكول مع الجامعة في شهر فبراير الماضي، لوضع الأفكار ووجهات النظر عن المشروع، وأن الجامعة الإلمانية تقوم بدور كبير باعطاء المحافظة التصميمات الفنية التي يتم وضعها.
وأضافت أنه تم تشكيل مجموعة عمل داخل المحافظة بمشاركة أساتذة من التراث والتاريخ والعمارة، وأنه تم مراجعة الملامح المميزة للمدينة والمراحل التاريخية والتراثية المميزة، لكي يتم خروج نسق بصري تراثي مميز للمحافظة.
الكورنيش
وتحدثت نائب المحافظ أن أول مرحلة للمشروع هو تطوير كورنيش الإسكندرية، لأنه الملمح الرئيسي للمدينة، وأنه سيتم البدء في توحيد بوابات الشواطئ بشكل جمالي ونقوشات تعبر عن جمال المدينة.
وأنه سيتم تغيير أسماء الشواطئ بقرار من المجلس التنفيذي لأسماء شخصيات سكندرية هامة مثل سيف وانلي، سيد درويش، محمود سعيد، وسيتم تغيير الأسماء المكررة، مثل تغيير اسم شاطئ المندرة إلى علامة مميزة وهو تواجد طاحونتين آثريتين في منطقة المنتزه إلى اسم شاطئ طاحونة المندرة.
الميادين
كما أضافت أنه سيتم وضع أعلام معبرة عن المدينة على الكورنيش وداخل الميادين، ويتم اختيار ألوان معبرة عن المدينة خاصة في الجانب التراثي المميز للمشروع، وأنه سيتم تغيير النسق العام لشكل الاعلانات على الكورنيش، وهذا يجعل السكندرييون فخورين بمدينتهم.
بئر مسعود
وأشارت إلى أن النسق البصري والتراثي سيمتد إلى المناطق الهامة داخل المحافظة، فقد تم وضع تصور لمنطقة بئر مسعود، خاصة أن لها خصوصية داخل المحافظة وتجذب المصطافين إليها، فأنه سيتم التطوير الحضاري لها، بإقامة ممشى أو ملاعب وجانب ترفيهي.
وتحدثت أنه يتم إقامة برامج توعوية للمواطنين، عن طريق إقامة مسابقة للصفحة الرسمية للمحافظة، بطلب من الجمهور وضع وصف جمالي للمحافظة، وأفضل وصف سوف يتم وضعه على البوابة أو العلم أو الميدان، وأنه سيتم استفتاء المواطنين بين أفضل الجمل، مشيرة إلى أنه سيتم تكريم صاحب أفضل الجمل داخل ديوان عام المحافظة.
التراث اللامادي
فيما تحدث الدكتور إسلام عاصم مدير جمعية التراث والفنون التقليدية وعضو لجنة الاستشارية أن الهدف من المشروع هو وضع مفردات بصرية تعبر عن تراث المدينة العريق واظهار الجانب الجمالي لها للسكندري والزائر، وهذا يتسبب في تحسين الحالة المزاجية للسكندري.
وأضاف في حديثه ل"الفجر" أن المشروع يتضمن توحيد الشكل والوجهات مثل بوابة الشواطئ التي تعد أبرز ملمح في الكورنيش، ووضع أسماء تعبر عن تراث المدينة اللامادي مثل اختيار اسم "فريسكا" لأحد الشواطئ.
كما سيتم احياء الشخصيات السكندرية المغمورة مثل السباحة "ايناس حقي"، واللجنة اقترحت وضع تعريف لكل شخصية وصورتها على بوابة الشاطئ.
وأوضح أن اللجنة الاستشارية تضع التصورات في كل ما يخص احياء تراث المدينة وتقديمه إلى المحافظة، والتي تناقشها في جلساتها التنفيذية.
المحافظات
ووقع اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، والدكتور أشرف منصور، رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة، بروتوكول تعاون بين المحافظة والجامعة، للبدء في تنفيذ مشروع الهوية البصرية بمحافظة الإسكندرية، والذى تقوم على تنفيذه الجامعة الألمانية بعد التكليف الرئاسي بتعميم مبادرة الهوية البصرية بجميع محافظات مصر، للمساعدة فى تطوير وتحديث مدينة الإسكندرية، وتطبيق مفردات الهوية المصرية، والتنسيق بين الطرفين فيما يتعلق ببرنامج التعاون المشترك لكل نشاط أو برنامج مشترك في مجالات التطوير.
وأشار بيان صادر من محافظة الإسكندرية، إلى أن البروتوكول ينص على مساعدة ودعم الجامعة الألمانية بالقاهرة، لمحافظة الإسكندرية من خلال الدعم الفني والتكنولوجي والإداري في مجالات التصميم والتطوير العمراني بهدف دعم وتطوير المدينة جماليا وتخطيطيا، كما تقدم الجامعة مساعداتها الفنية باعتبارها بيت الخبرة في العديد من المجالات المساعدة في مجالات التطوير الحضارى، فضلا عن اقتراح مشاريع لتطوير مدينة الإسكندرية، وما يستجد مستقبلا من مقترحات لتطوير المدينة.
من جانبه، أوضح "منصور"، أن الجامعة تعمل في الوقت الحالي على تنفيذ مشروع هوية مصر فى 11 محافظة، من خلال فريق عمل من مختلف التخصصات بالجامعة، ومن خلال منظومة متكاملة، مؤكدا أن هذا البروتوكول بداية لتعاون بين الجانبين، والتي نبدأها بإهداء المحافظة 30 منحة تدريبية للقيادات العليا والمتوسطة الشبابية.
وجاء توقيع هذا البروتوكول نتاج عمل شهرين قامت خلالهما الدكتورة جاكلين عازر بعقد العديد من الاجتماعات وورش العمل للوصول إلى توقيعه، والذى يأتي تمشيا مع الدور الرائد والمجتمعي لتطوير المحافظة في مختلف الأنشطة والتسويق لها كمدينة جاذبة، واستخدام أحدث النظم التكنولوجية للتسويق السياحي للمدينة من خلال التطوير العمراني والتكنولوجي والفنون الجميلة.