طالب الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" أن يمسك الإسلاميون في مصر بزمام القيادة بعد أن تبوأ الليبراليون والعلمانيون دور القيادة على مدار العقود الماضية، في أعقاب الثورات الشعبية التي أطاحت بالأنظمة في العديد من الدول العربية. وقال القرضاوي، إن الإسلاميين يجب أن يعلموا العالم كيف تكون قيادة الدنيا من جديد، معتبرا أن مصر الآن مؤهلة لأن تقود الأمة الإسلامية، مضيفًا: "لكل زمان دولة ورجال.. والليبراليون والعلمانيون أخذوا زمانهم، وهذا هو زماننا، وزمان الإسلاميين لا يكون بالفهلوة والكذب وإنما يكون بالعمل والعلم والتعب والكد". وأضاف القرضاوى متحدثا إلى الشباب من أعضاء حزب "الوسط" المصري– ذي التوجه الإسلامي- خلال لقائه معه: "نحن لسنا دخلاء على هذه الحياة.. ولهذا يجب أن نكون مثلا للعالم للتخلق بالأخلاق الحميدة والمهدية والصحابية التي تناساها العالم". ودعا إلى ضرورة عدم اليأس والإحباط وحث الشباب على العمل الدءوب، قائلا: "عليكم أن تحملوا الرسالة ما بقى من أعماركم وأحمد الله أنني لقيتكم في هذه المرحلة المهمة.. سابقا كنت ألتقى شبابا محبطين ودون أمل أما الآن فنحن في ميلاد جديد وهذه هي سنة الله في أرضه.. فلا تيأسوا". وأعرب القرضاوي عن اطمئنانه لمسيرة الثورة فى مصر وتونس وليبيا، قائلا "ما يحدث في البلاد العربية بعد الثورات التى أطاحت بحكام طغاة ومستبدين طبيعي، فالأمة الإسلامية تهبط ثم تعلو، تخيب ثم تصيب لذلك يجب ألا تيأسوا أبدا". وتابع قائلا: "يكفي أن نعتبر من الصحوة الإسلامية التى حدثت فى بلادنا.. من كان يظن أن تقوم هذه الصحوة بعد أن غربت شمس الإسلام؟"، لافتا إلى أن الثورة المصرية قامت على أكتاف الشباب فى بادئ الأمر. واعبتر القرضاوي الذي ألقى أول خطبة للجمعة بعد الإطاحة بنظام حسني مبارك في فبراير أن الميدان الذي أضحى رمزا للثورة المصرية "هو المدرسة الحقيقية للحياة الإسلامية، ففيه كان الإنسان يفدى أخاه الإنسان ويكتفى بالقليل ويصبر على الجوع والعطش ويتحمل الأذى". وقال: "عمري 85 عاما وما زلت أتعلم ومن الممكن أن أتعلم منكم اليوم كلمة أو معنى جديدا وهذا ليس بعيب.. إنما يتعلم بعض من بعض ومن الكتب ومن الحياة وكلها مجالات للتعلم.. وقيمة الإسلام أن يجعل العلم للعمل وليس فقط للتثقيف كالمستشرقين.. فالثقافة لا تعلم عين الإنسان الدموع ولا تعلم قلب الإنسان الخشوع.. إنما هو الإيمان والإسلام". وحين تذكر الشيخ القرضاوي الثورة التي وقعت في مصر بكى، وقال: "قابلت شبابا مثلكم كانوا فى التحرير من اليوم الأول وقالوا لى كنا نسمع كلامك وننتظر خطبك وقولك للناس اصبروا واثبتوا". والقرضاوي الذي يقيم في قطر منذ السبعينات كان ضمن قيادات "الإخوان المسلمين"، الذين زج بهم في السجون خلال الحقبة الناصرية، وله إسهامات فكرية وفقهية وينظر إليه باحترام من قبل التيارات الإسلامية بمختلف أطيافها.