قالت راندة محمود، والدة الشهيد النقيب عمر القاضي، إن ابنه عم الشهيد هي من ابلغتها بخبر استشهاده، معقبة: "قلبي كان حاسس وكنت قايلة لعمر خلي بالك هشام عشماوي رجع من ليبيا وهيحصل حاجة". وأضافت "راندة محمود"، خلال حوارها مع مراسل فضائية "ten"، اليوم الأحد، أن الشهيد قال لها: "خليها على الله يا ماما، أنا قولتلك أن هبقي شهيد، ولو جالك الخبر متزعليش"، لافتة إلى أن الشهيد ظل يتعامل مع الإرهابيين لأخر لحظة في حياته رغم إصابته، متابعة: "إيه الشجاعة دي، انا عارفة أني ربيت راجل، ولا اذكيه على الله". وتابعت والدة الشهيد النقيب عمر القاضي، أن الشهيد كان يذهب لمداهمات كبيرة ولا يخبرها بها حتى لا تقلق عليه، مشيرة إلى أن الشهيد كان تقي ومحب للخير ومحب لوطنه جدًا، منوهة بأن أخر مكالمة بينهم يوم الوقفة قالت له "خلي بالك على نفسك، أنا حاسة أن هيحصل حاجة، وحاسة أنك هتوحشني قوي المرة دي"، معقبة باكية: "وحشني جدًا، كل سنة وأنت في الجنة يا عمر، وربنا يجمعنا بيك على خير، رفعتني دنيا ودين وهترفعني ان شاء الله في الأخرة، وأنت شرف ليا وتاج على راسي ووسام على صدري، وشرفت بلدك كلها". وناشدت الرئيس السيسي، بإطلاق اسم الشهيد على أحد قطاعات الامن المركزي، ويدعوها لحضور افتتاحه. وشهد يوم 5 يونيو 2019، احتفالات المصريين بعيد الفطر المبارك، حيث كنا نستعد بثياب جديدة مهرولين إلى المساجد بكامل زينتنا، إلا أن حال الضابط الشاب عمر إبراهيم القاضي كان مختلفا عنا تماما، فكان حاله كحال رجالنا على خط المواجهة في سيناء مرابطين دفاعا عن الأرض وعنا، حاملين السلاح والأرواح على أكفهم. في شمال سيناء حيث الارتكاز الأمني المُسمى "بطل 14"، كان النقيب عمر القاضي هناك، برفقته القوة المرافقة له، وبالتزامن مع تكبيرات العيد بدأ الهجوم على الكمين، فظل البطل الشهيد يقاوم مع الجنود الأبطال وتمكنوا من قتل عدد منهم، حتى استشهد مُقبلا مقداما لم يهب الموت، وصعدت روحه للخالق "عريس العيد". كلمات قوية رددها "عمر" في لحظات صدق وهو يواجه العدو الغادر الجبان، كلمات أوجعت قلب من سمعها تارة وأسعدته تارة أخرى، فالوجع كان بعبارة "قولوا لأمي ابنك مات راجل".. والسعادة بأن طمأن المصريين على عقيدة المقاتل المصري، حين طلب من زميله أن "يدك الكمين" حتى يقضي على عددا كبير من التكفيرين، ضاربا أروع أمثلة التضحية والفداء، وبات أيقونة لشباب سمعوا كلماته وكان لها أطيب أثر في تحميسهم ورغبتهم في الالتحاق بكليتي الحربية والشرطة.