بحث رجال الانقاذ اليوم السبت، عن ناجين محاصرين تحت أنقاض المباني المنهارة بعد أن ضرب زلزال قوي شرق تركيا في وقت متأخر يوم الجمعة الماضي، مما أسفر عن مقتل 29 شخصًا وإصابة أكثر من 1400، وفقًا لوكالة الأنباء العالمية "رويترز". وعرضت هيئات البث التركية لقطات لعمال الإنقاذ وهم يسحبون الناس من تحت الأنقاض، بعد حوالي 21 ساعة من الزلزال. وقال وزير الداخلية سليمان سويلو، إن ما يقدر بنحو 22 شخصًا ما زالوا محاصرين. وقالت هيئة الطوارئ والكوارث في تركيا في وقت لاحق، إنه تم إنقاذ 43 شخصًا حتى الآن. كما هز زلزال بلغت قوته 6.8 درجة محافظة ايلازيج، على بعد حوالى 550 كم شرق العاصمة أنقرة، قبيل الساعة التاسعة مساء، وتلاه 462 هزة ارتدادية. وعملت فرق الإنقاذ طوال الليل بأيديهم وتدريباتهم وحفاراتهم الميكانيكية لإزالة الطوب من المباني المنهارة، حيث انخفضت درجة الحرارة خلال الليل إلى -8 درجة مئوية (17.6 درجة فهرنهايت)، وكان من المتوقع حدوث نزلات برد مماثلة ليلة اليوم السبت. وقال رجل يبلغ من العمر 32 عامًا من بلدة سيفريس، مركز الزلزال، لقد انهارت منازلنا... لا يمكننا الذهاب إلى داخلها". وقالت رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ، إن 25 شخصًا قتلوا في إيلازيج وأربعة آخرون في مقاطعة ملاطية المجاورة، مضيفًا أن 1466 آخرين أصيبوا. وقال وزير الصحة فريتتين كوكا، إن 128 مصابًا يتلقون العلاج وأن 34 من هؤلاء كانوا في العناية المركزة، لكن ليس في حالة حرجة. "اختبار" لتركيا ألغى الرئيس رجب طيب أردوغان خططه في إسطنبول اليوم السبت، وسافر إلى إلزيج ومالاتيا لتفقد جهود الإنقاذ، كما حضر جنازة امرأة وابنها قُتلا في الزلزال الذي وصفه بأنه "اختبار" لتركيا. وقال أردوغان، نحن نبذل كل ما في وسعنا كدولة وأمة، وسنواصل القيام بذلك. وقال في الجنازة، إن جهودنا في جميع مواقع الإنقاذ ستستمر، مضيفًا أن مطور منزل الدولة "توكي" سيحرص على عدم ترك أي شخص "جائعًا أو في العراء". وقال، إنه سيتم بناء المنازل ذات الإطارات الفولاذية بسرعة في المنطقة لتوفير السكن للسكان النازحين. كما حذرت رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ السكان من العودة إلى المباني المدمرة بسبب خطر المزيد من الهزات الارتدادية، وقالت إنه تم إرسال أسرّة وبطانيات وخيام إلى المنطقة، حيث لجأ بعض الناس إلى قاعات الرياضة. وقال مسؤولون في بيان، إن المسؤولين حددوا 514 مبنى من المباني التي لحقت بها أضرار جسيمة و409 بنايات دمرت بأضرار طفيفة في إلزيج وملطية وقال ان هناك 72 مبنى انهار في المحافظتين. وقال وزير العدل عبد الحميد جول إنه تم إخلاء سجن في محافظة أديامان المجاورة بسبب الأضرار التي لحقت بالمبنى، وقال إنه تم نقل 814 نزيلًا إلى السجون في ثلاث محافظات مجاورة، بينما تم نقل 126 نزيلًا في سجن نسائي في إلزيج. في ليلة الجمعة، وصف وزير الداخلية سويو الزلزال بأنه حادث "المستوى 3" وفقًا لخطة الاستجابة للطوارئ في البلاد، مما يعني أنه دعا إلى استجابة وطنية لكنه لم يحتاج إلى مساعدة دولية. واعلمت تركيا دروسا من كوارث سابقة ساعدتها في معالجة حادثة يوم الجمعة الماضية. كما تم نشر طائرات بدون طيار في عمليات البحث والتواصل بين المحافظات. وأرسلت العديد من البلديات الإمدادات والمسؤولين للمساعدة في جهود الإغاثة، قامت الخطوط الجوية التركية برحلات إضافية من أنقرةوإسطنبول للمساعدة في نقل رجال الإنقاذ. ولقى أكثر من 17000 شخص مصرعهم فى أغسطس عام 1999 عندما ضرب زلزال بلغت قوته 7.6 درجة مدينة إزميت الغربية على بعد 90 كم جنوب شرق إسطنبول، وحوالي 500،000 شخص أصبحوا بلا مأوى.
