النائب إيهاب منصور يقترح تطبيقًا إلكترونيًا يربط سيارات الإسعاف بالمستشفيات وجامعة تتبرع بالتنفيذ.. والوزيرة: الفكرة حلوة المقترح يتكلف تنفيذه نحو مليار جنيه «سيارة إسعاف تحمل مريضاً فى حالة خطرة ويحتاج للدخول لغرفة عناية مركزة فى أسرع وقت، ويسرع المسعف إلى شاشة داخل السيارة مربوطة إلكترونيا بجميع مستشفيات مصر للبحث عن أقرب مستشفى بها مكان شاغر فى وحدة العناية المركزة، وبعد ثوان تظهر على الشاشة قائمة بالغرف المتوفرة وعناوين المستشفيات مرتبة حسب قرب المسافة، فتتجه السيارة فوراً إليها وتصل بعد دقائق». ما سبق ليس مشهداً فى فيلم أمريكى، ولكنه المستقبل فى مصر فى حال وافقت وزارة الصحة على تنفيذ اقتراح مكتمل الدراسة لإيهاب منصور، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب المصرى الديمقراطى، والذى قدمه إلى الوزارة عام 2016، ولكنها لم ترد رغم عشرات الأسئلة وطلبات الإحاطة التى وجهها النائب للدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة فى هذا الشأن، آخرها كان الاثنين الماضى، حول تأخر تنفيذ الربط الإلكترونى للمستشفيات والعناية المركزة مع سيارات الإسعاف حتى يمكن إنقاذ حياة المريض وكرامتهم بدلاً من التجول فى الشوارع بحثاً عن غرفة. فى يونيو 2016 تقدم إيهاب منصور إلى الدكتور أحمد عماد، الوزير السابق للصحة بمقترح إنشاء تطبيق إلكترونى يربط سيارات الإسعاف بأقسام العناية المركزة فى المستشفيات للتسهيل على المواطنين، لأن التطبيق يوجه سيارة الإسعاف تلقائياً لأقرب مستشفى به مكان شاغر، لتفادى الوضع الحالى الذى يلزم سيارة الإسعاف بالتوجه لأقرب مستشفى حتى لو يكن فيه سرير شاغر، ما يعرض حياة المريض للخطر لأنه يظل ساعات وأحياناً أيام فى انتظار ظهور سرير، كما أن هذا الوضع يتسبب فى تعطيل سيارات الإسعاف لأن سائقها ومسعفها مجبران على البقاء مع المريض حتى يعثران له على مكان. حسب قول النائب إيهاب منصور، ل«الفجر» فإن الهدف الرئيسى من المقترح سرعة تحويل الحالات وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم بأسرع وقت ممكن، إضافة إلى تواصل الطبيب المتخصص فى المستشفى مع المسعف لإجراء التجهيزات اللازمة قبل وصول المريض إلى العناية المركزة. فى نوفمبر من نفس العام خاطب منصور مركز جامعة النهضة لرعاية المخترعين، للتعاون وتنفيذ التطبيق، ووافقت الجامعة، حمل النائب موافقة الجامعة وقدمها إلى الوزير وطالبه بالتنسيق لتنفيذ المقترح خاصة فى ظل توافر الجهة التى ستنفذه مجاناً، ورشحت الوزارة الدكتور أسامة الحسين، مدير إدارة الأزمات والطوارئ بهيئة الإسعاف للتواصل مع الجامعة والنائب فى هذا الشأن. فى فبراير 2017 تقدم النائب بطلب إلى وزير الصحة أكد فيه ترحيب هيئة الإسعاف بالفكرة، واستعدادها لتحمل تكلفة تجهيز سيارات الإسعاف وطلبت إمدادها بمعلومات عن كافة المستشفيات لربطها إلكترونيا بالسيارات، وهو الطلب الذى نقله النائب إلى الوزير لتحديد المسئول عن التنسيق لتقديم كافة المعلومات اللازمة عن هذه المستشفيات. وفى مارس 2017 كرر النائب طلبه لوزير الصحة الدكتور أحمد عماد لتحديد مسئول من الوزارة للاجتماع والتنسيق معه لاستكمال تنفيذ فكرة الربط الإلكترونى بعد رصد كافة المستشفيات التى تضم وحدات للعناية المركزة. وفى يونيو عام 2018 تولت الدكتورة هالة زايد، حقيبة الصحة ولأن المقترح ظل مجرد حبر على ورق رسمى جدد منصور طلبه وأرسل إلى الوزيرة الجديدة عشرات الطلبات والأسئلة التى تشرح الفكرة والخطوات التى تم إنجازها، وفى ديسمبر من العام الماضى تقدم النائب بطلب إلى الوزيرة بشأن نقص أسِرة العناية المركزة فى المستشفيات ما يؤدى لمعاناة يومية للمواطنين، وتساءل عن مدى إمكانية الربط الإلكترونى للمستشفيات وسيارات الإسعاف لتحويل الحالات العاجلة حتى لا تتعرض حياة المواطنين للخطر. لم يستطع النائب إيهاب منصور، إخفاء دهشته من تجاهل الوزارة لاقتراحه والمماطلة فى تنفيذه، ولم ير مبرراً سوى عدم شعور مسئولى الوزارة بالمسئولية ومعاناة المواطنين، مشيراً إلى أن تنفيذ المقترح سيتكلف نحو مليار جنيه قيمة أجهزة الحاسب الآلى فى المستشفيات والشاشات فى سيارات الإسعاف والطبيب داخل السيارة ودائرة الإنترنت، مقابل توفر خدمة جيدة للمرضى وإنقاذهم من الموت. منصور تحدث مباشرة إلى وزيرة الصحة داخل مجلس النواب فى يونيو الماضى، حول إشكالية الربط الإلكترونى، فردت عليه بأن فكرة الربط جيدة ولكنها لم تجب عن موعد بدء الوزارة فى التطبيق.