قال خبراء، إن الانطلاق الذي طال انتظاره لمشروع خط الغاز الروسي التركي المشترك، تورك ستريم، يوسع آفاقًا جديدة للطاقة، ليس فقط للاتحاد الأوروبي ولكن للمنطقة بأسرها، حيث توفر خيارات متنوعة لتزويد الغاز وسوقًا متنامية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين أنقرة وموسكو. وأوضح رالف ديكل، زميل أبحاث زائر في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، يوم الاربعاء، إنه من وجهة نظره، تكمن أهمية خط غاز تورك ستريم في تنويع طرق إمدادات الطاقة التي تقدمها جازبروم إلى أوروبا وليس فقط عبر أوكرانيا. وأضاف "ديكل": "بالنظر إلى أن عقد النقل مع أوكرانيا قد تم تمديده لمدة خمس سنوات، فإن هذا لا يبدو أن له تأثير فوري، نظرًا للتأخير في إطالة قناة تورك ستريم عبر بلغاريا. على المدى المتوسط، يقدم تورك ستريم المزيد من الخيارات ل جنوب شرق أوروبا وبانتظار الاتصال بإيطاليا". واعتبر حسين باجي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الشرق الأوسط التقنية في أنقرة، في تعليقه، أن تورك ستريم أحد أهم المشاريع بالنسبة لتركياوجنوب أوروبا وكذلك أحد أفضل أمثلة التعاون بين أنقرة وموسكو. أما بالنسبة لفرص أن تصبح تركيا مركزًا إقليميًا للطاقة، فقد قال "ديكل"، إنه يشك في إمكانية أن تصبح مركزًا، مضيفًا: "أنا في غاية الحرج لأنك ستحتاج إلى سوق مرن وسعة تخزين مرتفعة، وهو ما لا أراه في الوقت الحالي في تركيا". من جانبه، قال عبد الله بوزكورت، رئيس مركز ستوكهولم للحرية، إن تورك ستريم يساعد تركيا كدولة عابرة على كسب بعض المال من الصفقة في هذه الأثناء. وأضاف الخبير: "يعمل خط تورك ستريم على تقوية يد روسيا وترسيخ مكانتها كمورد في السوق الأوروبية وتساعد تركيا كدولة عابرة لكسب بعض المال على الصفقة في غضون ذلك. من خلال زيادة الوجود في سوق الطاقة في جنوب شرق أوروبا، وسعت روسيا أيضًا نفوذها السياسي في المنطقة حيث كان الناتو يحاول جذب الدول من خلال مشاريع العضوية والشراكة وبناء تحالفات ضد روسيا". أقيم حفل افتتاح المشروع في اسطنبول في وقت سابق يوم الاربعاء، بحضور الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى جانب الزعيم الصربي ألكساندر فوتشيتش ورئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف. تم اتخاذ قرار بناء خط أنابيب كهذا بعد أن أعلنت روسيا أنها ألغت مشروع خط أنابيب ساوث ستريم بسبب موقف الاتحاد الأوروبي غير البناء. كان من المقرر أن يمر خط أنابيب ساوث ستريم على طول قاع البحر الأسود من منطقة أنابا إلى ميناء فارنا البلغاري وعبر بلغاريا وصربيا والمجر. في 1 ديسمبر 2014، وقعت شركة غازبروم الروسية وشركة أنابيب النفط التركية التركية بوتاس مذكرة تفاهم بشأن بناء خط الأنابيب. يتكون مشروع تورك ستريم من خطين، كل منهما قادر على نقل 15.75 مليار متر مكعب (556 مليار قدم مكعب) سنويًا، حيث تقوم المحطة الأولى بتوصيل الغاز للمستهلكين الأتراك والثاني إلى جنوب وجنوب شرق أوروبا.