تسعى مصر جاهدة أن تحل الأزمة الليبية، بكافة الطرق السلمية للحفاظ على الدولة من الانهيار مثلما حدث فى سوريا والعراق، وذلك من خلال إجراء اتصالات مكثفة مع أطراف دولية وعربية. حيث تبحث مصر خلال الاتصالات الرد الحاسم على الاتفاق الباطل الذي وقعه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس ما يعرف ب"حكومة الوفاق" الليبية فايز السراج، والذي يقضي بترسيم الحدود البحرية وتقديم دعم عسكري وأمني إلى الحكومة في طرابلس، والذي يسمح بتنفيذ المخطط التركي بالتدخل العسكري في ليبيا بحجة أن هناك اتفاقا مع حكومة السراج. "الفجر" يرصد خلال هذا التقرير، المكالمات التى أجرتها مصر مع الأطراف الدولية العربية؛ لبحث الرد الحاسم لحل الأزمة الليبية. تولى وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مهمة إجراء الاتصالات المصرية مع أطراف عربية ودولية، وأجرى اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد تناولا خلاله الأوضاع المتأزمة على الساحة الإقليمية، ولاسيما الأزمات المفتوحة في عدد من الدول العربية كسوريا وليبيا.
كما أجرى شكري، اتصالا بالمبعوث الأممي لليبيا غسان سلامة، حيث تباحثا في التطورات الخاصة بالأزمة الليبية.
وأكد وزير الخارجية المصري أن الاتفاقين اللذين وقعهما رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج، رغم عدم امتلاكه للصلاحيات اللازمة مع تركيا، "من شأنهما تعميق الخلاف بين الليبيين، ومن ثم تعطيل العملية السياسية". وأشار وزير الخارجية المصري إلى دعم مصر الكامل لسلامة في مهمته والحرص على نجاحها، مشددا على أهمية الحيلولة دون إعاقة العملية السياسية في المرحلة القادمة بأي شكل من الأشكال من قبل أطراف على الساحة الليبية أو خارجها.
واستقبل شكري في العاصمة المصرية القاهرة، نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي الدكتور فتحي المجبري، لبحث آخر مستجدات الأوضاع في ليبيا، وسُبل دفع مسار تسوية الأزمة الليبية.
من جانبه أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، اتصالا هاتفيا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتبادل الرئيسان التهاني بمناسبة اقتراب العام الميلادي الجديد.
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس أكد تطلع مصر لتعميق العلاقات المصرية الروسية في كل المجالات، مشيدا بالمشروعات التنموية المهمة التي يتعاون البلدان في تنفيذها بمصر، ومنها مشروع إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية، ومشروع المنطقة الصناعية الروسية بمحور قناة السويس.
من جانبه، أكد الرئيس بوتين الأهمية التي توليها موسكو لتطوير العلاقات الثنائية مع مصر، خلال الفترة المقبلة، وفي إطار اتفاق الشراكة والتعاون الاستراتيجي بين البلدين، مضيفا أن الاتصال تناول استعراض تطورات الأوضاع في ليبيا، حيث جرى التوافق في هذا الإطار على أهمية تكثيف الجهود المشتركة بين البلدين بهدف تسوية الأزمة الليبية، ومكافحة الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية، ووضع حد للتدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي.