استقبل البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، وفدًا من مديري الشركات ورجال الأعمال الفرنسيين الشباب المشاركين في زيارة إلى روما في مبادرة أُطلق عليها اسم "رحلة الخير العام". وتحدث البابا في كلمته عن إدراكه للتوفيق غير السهل بين متطلبات الإيمان والعقيدة الاجتماعية للكنيسة وضروريات وما تفرضه قوانين السوق والعولمة، إلا أنه يرى أن قيم الإنجيل التي يريد ضيوفه تطبيقها في إدارة شركاتهم وفي العلاقات المتعددة في إطار عملهم هي فرصة لتقديم شهادة مسيحية صادقة لا غنى عنها. وأشار البابا فرنسيس بعد ذلك، إلى أن ما فعل شهود عظماء مثل القديسَين بطرس وبولس، وصولا إلى الاستشهاد، يؤكد أن رسالة الإنجيل والتي قد تبدو ضعيفة أمام القوة الدنيوية للسلطة والمال يمكنها بقوة الروح القدس وبدعم إيمان تلاميذ مرسلين شجعان أن تصبح واقعا يجب تجديده. وتحدث البابا بالتالي عن كيفية عيش رجل الأعمال المسيحي لهذا التناقض في سلام ورجاء، وأشار إلى أننا نجد معيارا للتمييز في الوثيقة المجمعية "فرح ورجاء": "إنّ على ضميرهم، بعد أن يكون قد تربى على ذلك، أن يُدرج الشريعة الإلهية في حياة المدينة الأرضية. ولينتظروا من الكهنة النور والعون الروحي. وعاد قداسة البابا فرنسيس في كلمته إلى الرسالة العامة "كن مسبَّحًا" مشيرا إلى تقييمه في هذه الوثيقة لتنظيم النشاط الاقتصادي ولتبعات هذه الأنظمة على الأشخاص وعلى البيئة، وقال إن تقييمه قد يبدو صارما في بعض الأحيان إلا أنه يحفز على إطلاق صرخة إنذار أمام تردي بيتنا المشترك وأيضا أمام تزايد الفقر والعبودية. وقال البابا لضيوفه إنهم لا يملكون ردا فوريا فعالا على تحديات زمننا إلا أن لهم دورا جوهريا يجب القيام به، حيث يمكنهم ومن خلال تغيرات ملموسة في الأسلوب سواء فيما يتعلق بالعلاقة مع العاملين معهم أو بنشر ثقافة جديدة للشركات، يمكنهم العمل على تغيير الأمور بشكل فعلي وتربية عالم العمل تدريجيا على أسلوب جديد. كما وتحدث البابا فرنسيس عن إمكانية العمل معا وتقديم اقتراحات والمشاركة في القرارات السياسية، أي القيام بارتداد حسب ما تابع الأب الأقدس مشيرا إلى أنه لا يمكن الفصل بين الارتداد الإيكولوجي والارتداد الروحي الذي هو شرط لا غنى عنه للارتداد الإيكولوجي.