حللت صحيفة "الجارديان" المشهد الحالى فى ليبيا بعد أسبوع تقريبا من شبه سقوط نظام القذافى، مركزة على وضع المرتزقة الذى جلبهم القذافى إلى بلاده لقمع الانتفاضة الليبية. وفى أحد المبانى الشاهقة بالعاصمة الليبية طرابلس قام الثوار بمحاصرة جميع المرتزقة الذين تم جلبهم من الدول الإفريقية المجاورة لقمع الانتفاضة الليبية البادئة فى شهر فبراير الماضى. وبسؤال أحد المرتزقة عن هويته وسبب مجيئه إلى ليبيا قال باللغة الإنجليزية "إنه فى ليبيا للقتال من أجل القذافى فقط". وقال الثوار لمراسل الصحيفة إنهم بصدد تخصيص هذا المبنى الشاهق لوضع فيه المرتزقة الأفارقة، لحين التعامل معهم بشكل قانونى أو إعادتهم لبلادهم مرة أخرى. وحصر الثوار أكثر من 100 رجل فى هذا المبنى حتى الآن، وذلك خلال هذا الأسبوع فقط بعد سقوط نظام القذافى، محاولين الكشف عن هؤلاء المرتزقة، لإنهاء الصراع الدائر فى المنطقة. وكان المتحدث باسم العقيد معمر القذافي، قد أعلن أن سيف الإسلام- الذي يعد أبرز أبناء العقيد الليبي- يتنقل حول طرابلس ويلتقي مع زعماء قبائل ويعدّ لاستعادة العاصمة طرابلس التي سيطر عليها الثوار في الأسبوع قبل الماضي. وسخر موسى إبراهيم من قدرة المجلس الانتقالي على إدارة البلاد بعدما تمكن الثوار من إجبار القذافي على الهرب وقال إنه يتعين على داعميهم الغربيين التفاوض مع الزعيم المخلوع. واستهزأ مما وصفها "سخرية" تحالف حلف شمال الأطلسي الحالي مع عبد الحكيم بلحاج، القائد العسكري للثوار بطرابلس، والذي قاتل قي أفغانستان ويعتقد أنه كان له اتصال في السابق مع "القاعدة". وفي لهجة تحريضية، قال المتحدث باسم القذافي: "ينبغي على مواطني الغرب أن يعلموا أن ساستهم ... يتحالفون مع أخطر قوى الشر"، وأضاف: "إن القاعدة والناتو يقاتلوننا". ورفض موسى تحديد موقعه بالضبط، وإن أكد أن يتحدث من "ضاحية في جنوبطرابلس"، وظهر رقم على شاشة الهاتف يدل على أنه يتحدث من ليبيا. وأضاف أنه يتنقل كثيرا ولا يملك حاليا اتصالا بالانترنت. وقال "في الواقع كنت أمس فقط مع السيد سيف الإسلام. شاركته في جولة حول طرابلس من الجنوب"، حيث التقى مع زعماء قبائل وغيرهم من المناصرين. وتابع المتحدث" "لا نزال أقوياء جدا"، لكنه لم يدل بمعلومات عن موقع أو حالة العقيد الليبي. ويقول مسئولون في المجلس الوطني الانتقالي إنهم يعتقدون أن سيف الاسلام ووالده وكلاهما مطلوبان امام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب أعادا تجميع نفسيهما حول بلدة بني وليد الصحرواية الواقعة على بعد 150 كيلومترا جنوب شرق طرابلس. ولا تزال المنطقة خارج نطاق سيطرة المجلس مثل مدينة سرت الساحلية مسقط رأس القذافي. ومرددا عبارات للقذافي ونجله في تسجيلات بثت لهما مؤخرا عقب اختبائهما، قال المتحدث باسم القذافي إن "المجلس الانتقالي والعصابات المسلحة لا يحكمان البلاد. لا يزال جيشنا يسيطر على العديد من المناطق من ليبيا... سنتمكن من استعادة طرابلس وعدة مدن أخرى في المستقبل القريب". ومضى قائلا: "المعركة بعيدة جدا جدا عن نهايتها... يمكننا قيادتها من شارع لشارع ومن دار لدار". وقال ابراهيم إن القتال سيستمر إذا رفض المجلس الوطني الانتقالي وحلفاؤه الغربيون قبول فرصة للتفاوض الآن مع انصار القذافي، موضحا أنهم "يحتاجون للتفاوض معنا... وإلا لن يجدوا بلدا ليحكموه". وحذر قائلا من أن "الفشل في إجراء محادثات الآن قد يؤدي إلى حرب شاملة ليس فقط في ليبيا ...الله يعلم أي تبعات ستحملها على أوروبا والساحل الشمالي للبحر المتوسط".