تشهد انخفاضًا فى أسعار الفيللات.. مع ركود فى حركة الشراء يتطلع القاهريون للهروب من زحام العاصمة، إلى ظهيرها الصحراوي، لما يحويه من مجتمعات عمرانية جديدة، ومنذ انطلاق فكرة مجتمع التجمع الخامس تهافت عليه عاشقون للهدوء، وهو ما فتح أبوابا أمام الشركات العقارية للتوسع فى التجمعات السكانية الجديدة. ويتكرر الأمر ذاته بعد أعوام مع إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، التى تستقطب راغبى الاستثمار فى المستقبل، لكن ذلك فى المقابل أدى لحالة ركود بالسوق العقارية بمناطق أخرى جديدة، من بينها التجمع الخامس. فى أماكن متفرقة بالتجمع الخامس رصدت «الفجر» لافتات كثيرة لبيع فيللات فى أماكن متفرقة، وأيضاً أصحاب شقق سكنية يسارعون للتخلص منها، بغرض الانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة، وهو ما قابلته شركات الاستثمار العقارى بترحيب يتمثل فى إنشاء عدد كبير من الوحدات والتجمعات السكنية بالعاصمة الجديدة. قال أحد سكان التجمع، إن معطم قاطنى المنطقة ستتغير حياتهم فور نقل مقرات الحكومة وأجهزتها إلى العاصمة الجديدة، حال انتقالهم إليها. لاحظت «الفجر» أيضاً أن إعلانات البيع لها علاقة بعقلية السكان، بمعنى أنهم جاءوا للتجمع من أماكن متفرقة ناشدين الهدوء، والقرب من مكان عملهم، وبالتالى ستصبح العاصمة الجديدة الأنسب لهم مستقبلاً. وقال المهندس فوزى دياب، أحد سكان التجمع، إن هناك مندوبى تسويق عقارى، يقدمون عروضاً مغرية للغاية لتملك شقق بالعاصمة الإدارية، وبتسهيلات وامتيازات فى الكمبوند، مثل المساحات الخضراء والطرق الجديدة، بالإضافة إلى تصميمات مبتكرة للوحدات السكنية، وهو ما يشجع الكثيرين بالسعى نحو التملك هناك، وأشار إلى وجود من احتفظ بوحدته السكنية فى التجمع، وتعاقد على أخرى بالعاصمة الإدارية. تبلغ مساحة العاصمة الجديدة 170 ألف فدان، وتأسس المشروع بواسطة شركة مُساهمة يصل رأسمالها إلى نحو 6 مليارات جنيه، ويشارك فى أسهمها هيئة المجتمعات العمرانية، وجهات أخرى. يبدأ سعر المتر للشقق السكنية بالعاصمة الجديدة بنحو 4200 جنيه، وتضم 25 كمبوند، أو تجمعاً سكنياً ضمن خطة إنشائها، وذلك بمساحات أقلها 6000 متر مربع للتجمع السكنى، وتصل إلى 100 فدان. يقول محمد جمعة، سمسار عقارات بالتجمع الخامس، إن السوق العقارية بالمنطقة تواجه ركوداً منذ فترة فى حركة الشراء، بسبب الاتجاه للعاصمة الإدارية، مشيراً إلى أن أسعار العقارات انخفضت بشكل كبير، وعلى سبيل المثال فإن الفيللا التى كانت تعرض منذ عام للبيع بقيمة 56 مليون جنيه، يتم عرضها حالياً ب 5 ملايين فقط. وقالت شيرين محمود، إحد العاملات بالاستثمار العقارى بالتجمع الخامس، إن الشركات العقارية الكبيرة انتقلت للاستثمار فى العاصمة الجديدة، وهناك تجمعات سكنية جديدة بالتجمع توقف العمل بها منذ فترة. وقال على الشربانى، عضو غرفة الاستثمار العقارى، إن توسع السوق العقارية، وراء أسباب تراجع المبيعات فى الوقت الحالى، موضحاً أن هناك عرضاً وطلباً، لكن تفعيل الشراء مؤجل لأسباب من بينها نقص السيولة، أو عدم الاستقرار على منطقة بعينها، وقال إن أكثر المتضررين هى الشركات العقارية الصغيرة التى دخلت السوق منذ سنوات قليلة، وتوقع خروجها من المنافسة، خاصة بعد ارتفاع الأسعار والعروض التى تقدمها الشركات الكبيرة بخصوص فترات السداد. يأتى ذلك بالتزامن مع إعلان الدولة الأسبوع الماضى، عن إقامة مشروع سكنى كبير بالعاصمة الجديدة، وذلك بإعلان وزارة الإسكان عن اعتماد تخطيط وتقسيم قطعة مساحتها 11.4 فدان، لإقامة مشروع عمرانى متكامل، ضمن المرحلة الأولى من مشروع العاصمة الإدارية الجديدة.