دائمًا ما نسمع عن قصر الأمير محمد علي في منطقة المنيل، ويتحدث الكثيرون عن القصر ومعماره وزخارفه ونقوشه، ولكن ماذا عن المنشئ؟ وفي مبادرة للتعريف بصاحب القصر أطلق متحف قصر الأمير محمد علي توفيق معرضًا لصور فوتوغرافية تتحدث عن حياة الأمير وهواياته وأصدقاؤه وحياته الشخصية. وعن المعرض يقول الدكتور ولاء بدوي مدير عام متحف قصر المنيل إنه يبدأ بميلاد الأمير وتعريف بحياته، ثم يتطرق لمرحلة مهمة للغاية من حياة الأمير وهي الجانب الاجتماعي منها. وأوضح بدوي أن حياة الأمير محمد علي توفيق الإجتماعية كانت حافلة بالنشاط بشكل ملحوظ، فقد كان رئيساً لنادى محمد علي المرموق، وذو معرفة جيدة بجميع أفراد الصفوة من المجتمع المصري، وتسابق الجميع ليكون ضيفه في حفلات الاستقبال المقامة في حدائق قصر المنيل. وأضاف أن العديد من المعاصرين لهذه الفترة سجلوا مدى أهمية هذه الاجتماعات ولقاءات النخبة، فقد ذكرت عزيزة ثابت وهي واحدة من أصدقاء الطفولة للأمير، أن مجموعة من الأصدقاء المرموقين ونخبة من أعضاء أصدقاء العائلة المالكة المختارين كانت تتم دعوتهم بشكل دوري لحضور محاضرات وحفلات موسيقية وقراءات شعرية. وقد كان للشاي طقوس خاصة في تقديمه،حيث كان يقدم بجواره حلوى الملبن التركي وبجوارها المعجنات الفرنسية والبيت فور، ويبدو أنه خلال هذه الاجتماعات المرموقة كانت تستخدم العديد من اللغات في آن واحد، مثل التركية والفرنسية والإنجليزية، وعلى الرغم من تحدث الأمير محمد على للعربية بطلاقة إلا أنها كانت لغة غريبة على بعض ضيوفه. ووأكمل بدوي أنه قد توافرت في القصر أنواع أخرى من الأنشطة الترفيهية المختلفة، فقد كانت هناك غرفة للموسيقى وقاعة للبلياردو وقاعة رياضة السلاح والمبارزة ومكتبة تقع مباشرة فوق قاعة العرش. وتم استقبال ضيف الأمير محمد على المؤلف الموسيقي والمايسترو الفرنسي كامي سان سانز في قصر المنيل، حيث قدم بعض الحفلات الخاصة وقام بتأليف بعض من موسيقاه بما في ذلك كونشيرتو البيانو رقم 5 "المصري" داخل قصر المنيل. ويعد قصر الأمير محمد علي في المنيل أو قصر المنيل أو متحف قصر محمد علي بالمنيل أو متحف قصر المنيل، هو أحد قصور العهد الملكي في مصر ذات الطابع المعماري الخاص. وبدأ بناء القصر عام 1903، ويقع بجزيرة منيل الروضة بالقاهرة على مساحة 61 ألف متر مربع منها 5000 متر تمثل مساحة المباني، وهو تحفة معمارية فريدة كونه يضم طرز فنون إسلامية متنوعة ما بين فاطمي ومملوكي وعثماني وأندلسي وفارسي وشامي. ويشتمل القصر على ثلاث سرايات، وهي سراي الإقامة، وسراي الاستقبال، وسراي العرش، بالإضافة إلى المسجد، والمتحف الخاص، ومتحف الصيد، وبرج الساعة، ويحيط به سور على طراز أسوار حصون القرون الوسطى، فيما تحيط بسراياه من الداخل حدائق تضم مجموعة نادرة من الأشجار والنباتات، ويستخدم القصر حاليًا كمتحف.