تعد علاقة الآباء والابناء، أحد أكثر العلاقات الإنسانية تعقيدًا، والتي تجمع بين مشاعر مختلفة يغلب عليها الحب والخوف أحيانًا، والتوتر والعقوق أحيانًا أخرى. في الدورة الثالثة من مهرجان "أيام القاهرة السينمائية"، والتي تنطلق الأربعاء المقبل، وتستمر فاعلياتها حتى 16 أبريل الجاري، بسينما زاوية والزمالك، تُعرض 3 تجارب سينمائية عربية مختلفة تتمحور قصصها حول العلاقة بين الأبناء والآباء. وتشمل العروض الفيلم التونسي "ولدي" للمخرج محمد بن عطية، وهو انتاج مشترك بين تونس، فرنسا، بلجيكا، وقطر لعام 2018، ويشارك في بطولته كل من: محمد طريف، منى الماجري، زكريا بن عياد، إيمان شريف. وتدور أحداثه حول رياض الذي على وشك أن يتقاعد من وظيفته كمُشغل لرافعة شوكية في ميناء تونس، وتتمحور حياته هو وزوجته حول ابنهما "سامي"الذي يستعد لأداء اختبارات المدرسة الثانوية في الوقت الذي يتعرض فيه لنوبات صداع نصفي، وبعد شفائه منها يختفي فجأة. عُرض الفيلم في إطار أسبوعَي النقاد بمهرجان كان السينمائي الدولي 2018، وفي إطار البرنامج الرسمي لمسابقة المخرجين الجدد بمهرجان شيكاجو السينمائي الدولي 2018، وفي إطار البرنامج الرسمي لمهرجان معهد الفيلم البريطاني 2018، و في إطار برنامج هورايزون بمهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي. كما يعرض فيلم "يوم أضعت ظلي" للمخرج سؤدد كعدان، وهو انتاج مشترك بين سوريا، لبنان، فرنسا، وقطر لعام 2018، ويشارك في بطولته كل من محمد طريف، منى الماجري، زكريا بن عياد، إيمان شريف. يتناول الفيلم قصة الأم الشابة "سنا" التي تعيش وحدها مع صغيرها البالغ من العمر 9 سنوات، فيما يعمل زوجها خارج سوريا، وبينما تخرج بحثًا عن أسطوانة غاز في دمشق تجد نفسها في معية نشطاء سياسين، لتواجه معهم آثار الحرب الدائرة في سوريا. أما الفيلم الثالث فهو "عن الآباء و الآبناء" للمخرج طلال ديركي، وهو انتاج مشترك بين ألمانياوسورياولبنان لعام 2017، ورشح الفيلم للفوز بجائزة أفضل فيلم وثائقي طويل بمسابقة جوائز الأوسكار 2019، وحصل على جائزة لجنة التحكيم الكبرى لأفضل فيلم وثائقي عالمي بمهرجان ساندانس السينمائي 2018. ويحكي الفيلم قصة مخرج أفلام تسجيلية -حائز على العديد من الجوائز- ينجح في الفوز بثقة عائلة مسلمة متطرفة؛ ويسمح له أفرادها بتصوير حياتهم اليومية على مدار أكثر من عامين. تركز عدسة كاميرته بالأساس على الأطفال، مما يمنحنا فرصة نادرة للغاية للتعرف على معنى أن ينمو طفل في كنف أب لا يحلم إلا بتأسيس دولة خلافة إسلامية. يركز الفيلم على أسامة، البالغ من العمر ثلاثة عشر عامًا، وأخيه أيمن، البالغ من العمر اثني عشر عامًا؛ وكلاهما يحب ويقدر والدهما وينفذ كل رغباته.