صرح الرئيس السوداني عمر البشير للمرة الأولى، في اللقاء الذي أجراه الصحفي سايمون تيسدال، إنه يتحمل المسؤولية الكاملة عن الصراع في دارفور. واتهم المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت بحقه مذكرة اعتقال على خلفية جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية والإبادة الجماعية في دارفور، ب"المعايير المزدوجة" وشن "حملة من الأكاذيب". وتابع قائلا "هناك جرائم واضحة مثل (ما يحدث في) فلسطين والعراق وافغانستان، لكنها لم تجد طريقها إلى المحكمة الجنائية الدولية". وتشير الغارديان إلى أن مجلس الأمن الدولي أحال الوضع في إقليم دارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية في عام 2005، وفي مارس/ آذار 2009 صار البشير أول رئيس يتهم من قبلها وهو لا يزال في السلطة. وأضاف الرئيس السوداني، في اول لقاء له مع صحيفة غربية منذ صدور مذكرة الاعتقال بحقه، "بالتأكيد أنا الرئيس، وبالتالي انا مسؤول عن كل شىء يحدث في البلاد"، وذلك ردا على سؤال بشأن الصراع المستمر في دارفور منذ عام 2003. وتابع البشير "كل شىء يحدث هو مسؤولية. لكن الذي حدث في دارفور، قبل كل شىء، كان صراعا تقليديا يحدث منذ أيام الاستعمار". ودافع البشير عن أداء حكومته بالقول "كحكومة، نحن حاربنا الأشخاص الذين كانوا يحملون السلاح ضد الدولة. لكن بعض المتمردين هاجموا بعض القبائل أيضا". وردا على التقديرات المتعلقة بعدد الضحايا في دارفور، قال البشير "كانت لدينا خسائر بشرية، لكنها ليست قريبة من الأرقام التي ذكرت في الإعلام الغربي. لقد ضخمت هذه الأرقام لسبب ما". وذكرت صحيفة في هذا الصدد بأن الأممالمتحدة تقدر ضحايا الصراع في دارفور بحوالي 300 ألف قتيل و2.7 مليون نازح، بينما تقول الحكومة السودانية إن الضحايا حوالي 10 آلاف قتيل و70 ألف نازح. ودافع البشير عن أداء الأجهزة الأمنية قائلا "واجب على الحكومة أن تحارب المتمردين، لكننا لم نحارب أهل دارفور". وهاجم الرئيس السوداني المدعي العام للمحكمة الجنائية لويس مورينو أوكامبو، متهما إياه بالتصرف مثل "ناشط سياسي". وأضاف "تصرفات مدعي المحكمة كانت (تشبه) بوضوح تصرفات ناشط سياسي وليس تصرفات قانوني محترف، وهو يعمل الآن لإعداد حملة كبيرة لإضافة المزيد من الأكاذيب". وتابع قائلا "كانت الكذبة الكبرى عندما قال إنني أملك تسعة مليارات دولار في أحد البنوك البريطانية، والحمد لله أن البنك البريطاني ووزير المالية (البريطاني) نفوا هذه الادعاءات". واتهم البشير الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا بمحاولة قلب نظام الحكم في بلاده. وأضاف "ظلوا يحاولون تغيير النظام في السودان منذ 20 عاما، هذه ليست اخبارا جديدة بالنسبة لنا". لكنه استدرك قائلا "بالنسبة للأوربيين، لاحظنا بعض التغيرات الإيجابية في موقفهم. أما الولاياتالمتحدة فهي مستقطبة من العديد من مراكز القوى ولا زالوا يحاولون تغيير النظام في السودان". وقلل البشير من شان بعض التظاهرات التي شهدها السودان مؤخرا، مضيفا "لن يكون لها تأثير كما حدث في مصر وتونس أو حتى ليبيا، لا أعتقد".