بعد مشاركته في الدورة الخامسة والسبعين لمهرجان البندقية السينمائي، وبعد جولته في عدد من المهرجانات السينمائية، سيكون للجمهور التونسي موعد مع فيلم "دشرة" للمخرج "عبد الحميد بوشناق" في القاعات التونسية انطلاقا من يوم الأربعاء 23 جانفي 2019. لكن قبل عروضه التجارية، كان الموعد مع العرض الأول ل"دشرة" وذلك يوم الثلاثاء الماضي بمسرح الأوبرا بمدينة الثقافة، بحضور المخرج "عبد الحميد بوشناق" الذي تحدث بالكثير من الاعتزاز بتجربته وخصوصيتها باعتبار أن "دشرة" هو أول محاولة تونسية لتقديم فيلم رعب. وهي محاولة موفقة من مخرج لم يستغن عن الطرافة في هذه التجربة للتخفيف ربما من حدة بعض المشاهد حضر العرض الأول للفيلم جمهور كبير العدد من صناع السينما والصورة، وأهلها ومحبيها. اعتمد بوشناق تقنيات عالية للتصوير تماهت مع طبيعة الطرح التي تسودها الألوان الباردة والتأثيرات الباهتة وسيناريو نجح أن يضخ فيه جرعات طرافةٍساعدت في تخفيف وقع الرعب الذي كان طاغيا. كما كانت حبكة النص محكمة كان عنصر المفاجأة فيها هو النجم في النهاية التي كانت على عكس كل التوقعات. "دشرة" هو فيلم مستوحى من عمق الأساطير التونسية حول السحر والشعوذةومقتبس عن قصة حقيقية. اختار فيه بوشناق كلا من ياسمين ديماسي، عزيز جبالي وبلال سلاطنية ليمثلوا دور طلبة من معهد الصحافة بصدد الإعداد لمشروع تخرّجهم في شكل تقرير مصوّر. فاختاروا موضوع الشعوذة للاستقصاء فيه والخوض في خفايا قصة امرأة مجنونة يصفها عملة المستشفى ب "السحّارة"! ينضاف فيلم دشرة إلى السجل السينيماتوغرافي التونسي ويوقّع في التاريخ أنه أول تجربة تونسية في صنف أفلام الرعب بمقاييس عالمية. كما يثبت أن الشباب التونسي قادر على تغيير المشهد السينمائي عبر إثارة مواضيع لم يتم الخوض فيها سابقا وخلق سوق لفئات جديدة من الأفلام لا تندرج ضمن خانة الرومانسية أو الدراما أو غيرها من المواضيع المستهلكة.