سلطت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية اليوم الأربعاء الضوء على حالة الهرج والمرج التي تشهدها ليبيا الآن والأنباء المتضاربة والكاذبة وما شابه ذلك. وأشارت الصحيفة - في تقرير بثته على موقعها الالكتروني - إلى أن ليبيا طالما عانت من غياب الحقيقة ماقبل الحرب ، معتبرة انه حتى بعد الحرب لاتزال ليبيا تشهد نفس حالة غياب الحقيقة وعدم وضوح الرؤية. ولفتت إلى أن السلطات الحكومية اعتادت طوال السنوات الماضية على تضليل الشعب وإملائه مايجب قوله وإملائه بما يجب أن يفكروا فيه ، غير عابئين بحجم جرم مايفعلون .. مشيرة إلى أن الشعب الليبي كان طوال السنوات الماضية يستقبل الحقيقة كأنه مخدر وكأنه يستقبلها بنوع من الظلم والتضليل. وأوضحت ان الثوار زعموا يوم الأحد الماضي اعتقال سيف الإسلام نجل القذافي -الذي كان يتحدث دائما وكأنه ولي العهد - ودارت مناقشات وخلافات عديدة حول ما إذا كان سيتم محاكمته في ليبيا أم سيتم تسليمه لمحكمة الجنايات الدولية ليمثل أمامها لكونه متهما بارتكاب جرائم حرب. وبالرغم من ذلك ، وببزوغ فجر أمس الثلاثاء فوجىء الجميع بظهور سيف الإسلام مع الصحفيين وحولهم العديد من مؤيدي القذافي ، قائلا "إن الثوار الذين دخلوا إلى المدينة وقعوا في الفخ".ورأت صحيفة (نيويورك تايمز) "إنه في حالات الحروب يصعب الحصول على معلومات أو تأكيدها أو الحصول على معلومات موثوقه ، مؤكدة ان التضليل قوة يمكن استخدامها في خداع وتضليل العدو وتخبئة خطط معينة أو إزالة خوف ما أو تشجيع ودعم الشعب لهدف معين. وأشارت إلى أن حالة الضباب التي تكون فيها البلاد خلال حالة الحرب حيث التشويش على الاتصالات والفوضى في ميدان المعركة والتي يمكنها أن تحجب أي تفهم لأي هدف موضوعي. وأضافت أنه مع وجود العديد من الفصائل التي تتنافس في ليبيا ووجود أجندات متداخلة ومؤيدي القذافي والقبائل المتناحرة والمقاتلون الغربيون والثوار الشرقيون وحلفاء الناتو فعلينا أن نتوقع أن يحدث في ليبيا مثلما حدث حول إعلان الثوار عن اعتقال سيف الإسلام ثم ظهوره. وتابعت أنه على مدى الستة أشهر الماضية تبارى الطرفان - كتائب القذافي والثوار - في إظهار قوتهم عن طريق الإعلام وكذلك إعطاء معلومات خاطئة حول قدراتهم في ميدان المعركة وانتصارات كل منهم. فمن ناحية يعلن الثوار سيطرتهم على مدن معينة ثم بحلول المساء يتم الإعلان عن تقهقرهم وعودتهم إلى الوراء ، ومن ناحية آخرى تصر قوات القذافي على أنها تحكم قبضتها على طرابلس. ولفتت الصحيفة إلى تعهد حلف شمال الأطلسي (الناتو) بمواصلة عملياته العسكرية حتى استسلام الزعيم الليبي معمر القذافي ، معتبرة في الوقت ذاته ان مناصري القذافي يخوضون معركة خاسرة لنظام وشك على الانهيار. وكان الكولونيل لوران لافوا المتحدث باسم عملية "الحامي الموحد" التي يشنها حلف الأطلسي في ليبيا قد صرح أمس الثلاثاء بأن الزعيم الليبي معمر القذافي لا يشكل هدفا للغارات التي يشنها الحلف. ورفض لافوا تقديم مدة زمنية محددة لعمليات الحلف في ليبيا ، وربط ذلك باستسلام قوات القذافي ووقف العمليات المسلحة .. مشيرا إلى أنه لايملك أرقاما دقيقة حول القوات الموالية للقذافي ، مشددا على أن تلك القوات لاتزال تملك أسلحة وأن اختراقها ليس بالأمر الهين. ونفى لافوا أن يكون الحلف يخطط لهجوم بري أو مساعدة الثوار في عمليات برية للقضاء على قوات القذافي ، مؤكدا أن الحلف يلتزم بتفويض مجلس الأمن الذي ينص على حماية المدنيين وفرض الحظر الجوي في ليبيا. وأوضح أن حلف الأطلسي تمكن إلى حد كبير من شل القدرات العسكرية للزعيم الليبي معمر القذافي ، من خلال تدمير العديد من مراكز السيطرة واعتقال من وصفهم بأكبر القادة العاملين مع القذافي. وأشار في الوقت ذاته إلى أن الثوار الليبيين تمكنوا من السيطرة على مطار طرابلس والاستيلاء على طائرة العقيد الليبي معمر القذافي.