تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الأحد، بتذكار زيارة العذراء مريم إلى اليصابات وإعلان سر التجسد، وخصصت الكنيسة يوم 14 كيهك من كل عام قبطي الاحتفال به. وتعتبر زيارة العذراء إلى أليصابات من المحطات الهامة في أحداث الميلاد، وقد اكتسبت الآيات السابقة أهمية خاصة في المسيحية وفي كتابات آباء الكنيسة فهي تشير إلى إكرام خاص للعذراء وتشير أيضًا اللقاء الأول بين يسوع ويوحنا المعمدان وكلاهما في الحشا. وقد أخذت الكنيسة عبارة أليصابات مع عبارة الملاك جبرائيل لدى البشارة لتكوين الصلاة الأشهر للعذراء في المسيحية وهي السلام الملائكي. ووفقا للتقليد الكنسي فان المدينة التي تمت فيها الزيارة هي عين كارم اليوم. وعين كارم قرية ريفية فلسطينية وادعة، تقع في سلسلة جبال يهوذا من الجهة الغربية لمدينة القدس، لها تاريخ عريق بأقله يعود إلى ما يذكر في الإنجيل عن ميلاد يوحنا المعمدان وذلك إلى القرن الأول الميلادي. لكن الحفريات الأثرية في المكان أثبتت انه كان مأهولاً منذ الألف الأول قبل الميلاد. وأثبتت الحفريات الأثرية كذلك، عدم انقطاع الوجود السكاني فيها حتى يومنا هذا. ويوجد في عين كارم عدة كنائس من أهمها كنيسة الزيارة وكنيسة يوحنا المعمدان، مكان لقاء السيدة العذراء بخالتها اليصابات على سفح جبل مشرف على نبع مريم. وقد كان لي ولزوجتي شرف زيارة تلك القرية في الصيف الماضي أثناء رحلة الحج للأراضي المقدسة. ان تفاعل الجنينين يسوع ويوحنا في بطن مريم واليصابات، وحلول الروح القدس في بيت زكريا، يشكلان بدء الزمن المسيحاني، زمن الخلاص، وبداية ملكوت الله على الارض. فمنذ ذاك اللقاء البشري بدأت تعمل القوة القادية النابعة من حضور ابن الله بين البشر. اليصابات عاينت زيارة مريم، والجنين يوحنا السابق عاين مجيء المخلص، فتحرّك له في بطن أمه.